الخميس، 29 أبريل 2010

Textual description of firstImageUrl

قارئة فنجان تروي تجربتها

هل تكشف رموز الفنجان عن جوانب شخصية الإنسان أو أحواله ؟
كانت للآنسة س.أ تجربة في قراءة رموز الفنجان فرأت أن تروي لنا ما تعرفه عن هذا "الفن" والشروط المتبعة فيه وأن تعبر أيضاً عن إعتقادها في ذلك المجال والنظرية التي تستند إليها خصوصاً بعد أن إطلعت على مقالة سبق أن نشرت على هذا الموقع وكانت تحمل عنوان "قراءة الفنجان"، تعتقد الآنسة س.أ بأن الرسوم الظاهرة على جوانب فنجان القهوة تكشف عدداً من الجوانب النفسية عن أحوال شاربه وسير أمور حياته أيضاً، وتجدر الملاحظة
بأنني لاحظت إهتماماً كبيراً من جمهور القراء حول هذا الموضوع نظراً لكثرة البحث فيه في محركات البحث على الإنترنت ، إذ أن عدداً كبير من الزيارات إلى هذا الموقع يعود إلى تضمين كلمات مفتاحية عن قراءة الفنجان في محركات البحث، نرحب بتعقيبات القراء حول هذا الموضوع حيث يمكن المشاركة في التصويت أيضاً ، وفيما يلي ما ذكرته :

روايتي كقارئة للفنجان
قارئة الفنجان، هكذا أصبح لقبي بين أصدقائي و أقاربي منذ عامين أو أكثر.. هواية استهوتني منذ أعوام و بدأت أتعمق فيها من باب الفضول و أصبحت أتقنها بعد قراءات عدة من الكتب و المراجع من مختلف اللغات و الثقافات ،لأضع بين أيديكم خبايا هذه المهنة و أسرارها.

- قد يتبادر الى أذهانكم انني أمرأة كبيرة في السن و عرّافة متمرسة، ،لكن الواقع غيرذلك، فأنا فتاة عمري 24 عاما ،أعمل في مجال طبي كأخصائية تغذية وأعيش في الأردن ، بدأ هوسي بهذا الموضوع و أنا فتاة جامعية قبل 5 أعوام، كان عمري وقتها 20 عاماً ، و لأنني فتاة متعلمة و مثقفة فأنا لا أصدق الخرافات و الخزعبلات التي يمارسها المشعوذون أو العرّافات،، لكنني وصلت إلى إقتناع بأن قراءة الفنجان مبنية على أسس علمية نوعا ما و هي فن أكثر من كونها علم أو خرافات وذلك بعد أبحاث و قراءات طويلة، لكن يجب مزاولتها باحتراف و خلفية علمية واسعة المدى.

إنتشار الفن
تعتبر قراءة الفنجان ظاهرة انتشرت في الأردن كما انتشرت في مناطق أخرى عديدة في الشرق الأوسط، أو الأصح أن نقول بدأت هنا في (بلاد الألبان) كما كانت تسمى هذه المنطقة قديماً، و هي منطقة الوطن العربي و تركيا و الدولة العثمانية قديماً ، من هنا انطلقت قراءة الفنجان، فهم من اشتهروا في تقديم القهوة التركية الأصيلة و التي لا يجوز فتح الفنجان و معرفة البخت الا فيها ،، لكنني و من خلال أبحاثي أدركت ان هذه الظاهرة انتشرت أيضا في بلاد الغرب و أوروبا وانتشرت الى باقي أنحاء العالم.

ليست قراءة في المستقبل
قد يكون الكثير منا قد سمع أو تعرض في حياته لأن يجلس و يحتسي القهوة التركية فيُعرض عليه أن يُفتح في فنجانه ، فأغلبنا يوافق من منطلق السخرية أو الفضول، لكننا لا نصدق شيئاً مما نسمعه، حتى لو كان الكلام صحيحاً و كما يقولون :"كذب المنجمون ولو صدقوا"، وانا من أشد الموافقين على هذا الموضوع ، فقد حُرم التنبؤ بالمستقبل في جميع الديانات فهو يعتبر من الغيبيات المحرم الدخول إليها أو التنبؤ بها، لكن ما أود أن أشير اليه هنا هو ان ما أستخلصه عادة من قراءتي للفنجان لا يكون من الغيبيات، فأنا أقرأ للشخص أمامي شخصيته، شخصية من حوله، ماضيه و حاضره، و هذه أمور ليست غيبية، فهو يعرفه، و معنى الغيب هو ما لا يعرفه أحد قط.

- قد يتساءل المرء :"لماذا يهمني أن أسمع ماضيي أو شخصيتي طالما أعرفها في الأصل؟!"، ولكن عندما أفتح لك بالفنجان و لا أعرفك و لم أرك قط في حياتي ،فأنا أعرف انك لن تصدق شيئا مما أقول فأبدأ بسرد قصص ماضيك التي تعرفها حتى تصدق انني لا أؤلف قصصاً أو أتقول خرافات، و أيضا أبين لك أموراً من الماضي لم تكن على علم بأنها جرت معك بهذه الطريقة، وأربطها بحاضرك الذي قد يساعدك في معرفة خبايا الأمور، أبين لك الناس الذين كانوا معك و ماذا كانت انطباعاتهم عنك او عن موقفك.

- قد أتطرق أحيانا الى المستقبل القريب، كأن أقول لك سوف تعرف بعد ساعتين أو بعد يوم عن الموضوع الفلاني، هل أكون دخلت في الغيبيات؟ كلا .. فمثلا انت موظف في شركة و تقرر نعينك بمنصب أعلى ،، صدر هذا القرار منذ البارحة، لكن موعد اخبارك هو غدا، فانا ارى في فنجانك هذا القرار الذي أخذه المسئول و لكنه لم يخبرك به بعد،، اذا هذا ليس غيبا الآن،، و كذلك أيضا قد أخبرك بأنه سوف يزورك و يفاجأك صديق قادم من مسافات بعيدة مساء اليوم،، انت لا تعرف هذا الخبر لكن صديقك الآن في طريقه اليك،، اذا في ذلك المكان البعيد يعرفون انه قادم اليك و هو يعرف كذلك،، اذا ليس موضوعا غيبيا.. و هكذا..

نظرية مبنية على قوانين فيزيائية وكيميائية
سأشرح لكم بطريقة مبسطة طريقة تكون الرسومات في الفنجان و مالذي يتميز به كل فنجان عن سواه من حيث الرموز المرسومة على جوانبه وقعره و كيف انها معتمدة على طرق علمية، فهي مزيج من قوانين فيزيائية و كيميائية بسيطة و سوف أقتبس لكم بعضاً مما قرأت حول هذا الموضوع خصوصا من كتاب (البيان في علم الكوتشينة و الفنجان) للاستاذ عبد الفتاح الطوخي ،كتاب قديم جداً يمكنكم تحميله من الانترنت و قراءته صفحة بصفحة، حيث أعجبني بهذا الكتاب انه كتب في مقدمته عن آليه ما يحدث عند قراءة الفنجان بطريقة علمية بحته و مقنعة جدا،فيقول :"استدل علماء الفلك في كشف البخت في فنجان القهوة على ان جسم الانسان يتركب من ذرات صغيرة تمتزج بالدم الذي يجري في الشرايين امتزاجا كلياً،و من هذه الذرات يتركب العالم الطبيعي المحيط به، و لما كانت الجاذبية امرا طبيعيا كان من الضروري خضوع هذه الذرات الطبيعية الى الذرات الانسانية و صار من السهل المعقول ان ذرات الدم الكائنة في الانسان تجذب الذرات الطبيعية المحيطة به و تمتزج بها تماماً،و بواسطة هذا الامتزاج تتضح الخفايا في علم الغيب ،و تظهر الاسرار المحيطة بهذا الانسان، و عليه فمن الطبيعي إن امتزجت ذرات القهوة التي يشربها الانسان بذراته المخلوقة فيه بواسطة الشهيق و الزفير ،ارتسم على اثرها الأشكال و الرسوم التي تظهر داخل الفنجان، كان هذا ما اقتبسته من الكتاب، اما ما سيلحق الآن فهو كلامي (من اجل صحة نقل المعلومات).

فك رموز الفنجان
معاني رموز الفنجان
هنا تأتي مهارة فك هذه الرموز في الأشخاص الذين يعرفون معاني الرموز، و هذا يتبع علماً آخر قائماً بذاته و هو علم الرموز،، فلا يستطيع اي أحد فك هذه الرموز لمجرد التخمين و الاعتقادات الشخصية، كما أن للرموز أيضاً علمها الخاص الذي يحتاج أيضا الى قراءة من مصادر معروفة و موثوقة و التعمق فيه كي تعرف معنى كل رمز مهما اختلفت الثقافات فهي واحدة و متقاربة بجميع اللغات، و من هنا يبدأ الشخص المتمكن من ربط هذه الرموز بحياتنا والواقع الذي نعيش فيه ،فمعاني هذه الرموز واحد على مر الأزمنة وهذا يؤكد صحتها في أغلب المراجع.

علم الرموز
"علم الرموز"أو"Symbologie"وهو علم يتناول دراسة بعض العلامات المستخدمة ضمن ثقافة أو دين معين مع الرجوع إلى مصدرها الرئيسي ، أما الرمزية هي مجموع الرموز أو الإشارات التي ترسل رسالة ما، سواء كانت مخفية أو مدسوسة أو ظاهرة، وتكون عادة مرتبطة بفكرة دينية أو منهجية يتبعها الافراد ويؤمنون بها، وهناك العديد من الرموز التي انتقلت عبر التاريخ وأصبحت تعبر عن فكرة مختلفة تماما عن الفكرة التي وجدت من اجلها و يمكنكم البحث أكثر في موضوع علم الرموز فهو حقيقي و ليس متعلقا فقط بالامور اللاطبيعية مثل الفنجان و هذه الاشياء فهو ايضا قاعدة اساسية في تفسير العديد من العلوم الاخرى كعلم المصريات Egyptology و هو تخصص يبحث اللغة الهيروغليفية و الفراعنة و مصر القديمة مثلاً كما يستخدم في علم التاريخ و فك الرموز القديمة و الحديثة كما و يستخدم في علم التصميم الجرافيكي كأساساً للرموز الحديثة المركبة و المؤلفة حديثاً.

و سوف أتطرق باختصار شديد لبعض الرموز الشائعة التي تظهر دائماً في الفنجان و دلالاتها ،و هي أساسيات في قراءة الفنجان ،لكن هذه الرموز بحر واسع لا يسعني ذكر الا بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر..

- الكلب : صديق مخلص

- القطة : وجود عمل أو سحر

- الزهرة : وجود زواج قريب لصاحب الفنجان

- الحية : امرأة خبيثة تنوي الشر

- البومة : وفاة أحد المقربين

- السمكة : رزق قريب

- خطوط طويلة : طريق أمامك تنوي السير فيه كصفقة أو مشروع قد يكون مفتوح أمامك أو منتهي

- نقاط : دلالة على أيام حدوث الخبر

- أرقام : دلالة على ديون يجب تسديدها لك أو عليك

- أحرف ( قد تكون بالانجليزية أو العربية) : تدل على حرف من اسم شخص تعرفه ، و هو يمكن أن يكون في منتصف الأسم لا يشترط يكون في أول الأسم الا الأحرف الصوتية كالألف و الياء و الواو فهي عادة تكون بداية الأسم

- الحصان : الهروب من مشكلة أو أمر ما.

- الأرنب : الخوف من شيء معين.

و تعتمد هذا الرسمات على حجمها ان كانت كبيرة أو صغيرة و هي جميعا مرتبطة ببعضها.

أصول قراءة الفنجان
لقراءة الفنجان أصولاً لا بد من إتباعها نذكرها فيما يلي:

1- لا بد أن تكون القهوة تركية فلا يجوز استخدام القهوة الأمريكية أو العربية أو الايطالية فحبيباتها كبيرة أكبر من اللازم، و لا يهم ان كان السكر مضافا اليها أم لا كما يدّعي البعض (انه لا بد أن تكون خالية من السكر) فذلك لا يؤثر قطعاً.

2- أن تكون القهوة في فنجان فخاري أو زجاجي معتم، فلا يجوز قرائة فنجان شفاف أو بلاستيكي ، كما يستحسن أن يكون الحجم الطبيعي ليس الكبير.

3- يجب التأكد من حجم القهوة المتبقية بعد الشرب فلا تكون ناشفة تماما أو سائلة جدا حتى تتكون الرسوم بطريقة صحيحة و واضحة و يفضل أن يقلبها من يقرأها و ليس شاربها لانه عادة لا يتقن حركة اللف و القلب فلا تتكون الرسومات واضحة .

4- يفضل أن يفكر الشخص بالموضوع الذي يهمه و يريد الاستفسار عته و هو يشرب القهوة (يضمُر) كما يسمى بالعامية ، مع العلم بانه ليس ضروريا دائماً .

5- يتم قلب الفنجان بعد عدة لفات خفيفة حتى تصل ذرات القهوة الى جدران الفنجان و يتم توزيعها بالتساوي ، ثم يترك فترة بعد القلب حتى يجف تماماً

أسلوب القراءة
تبدأ قراءة الفنجان من عند اليد ، يد الفنجان، فيُمسك باليد اليمنى و يلف عكس عقارب الساعة اثناء القراءة ، فيعبر الجزء الداخلي لجدار الفنجان عن الماضي، بينما يبين الجزء الوسط الواضح عن الحاضر، و الجزء العلوي المكشوف على الأطراف عن المستقبل القريب المعروف،، و في بعض الحالات النادرة يبين القاع الماضي البعيد . اذا كان الفنجان لازال مبللا بعد التاكد من مكوثه فترة كافيه (يدمع) كما يقال له بالعامية فيعني هموم قادمة أو موجودة في الوقت الحالي.

إنهاء القراءة
في نهاية القراءة يقوم صاحب الفنجان بالبصم داخله ، أي وضع بصمة اصبعه (يفضل الابهام) داخل الفنجان في أي مكان ،ولا يشترط البصم في قاع الفنجان كما يدّعي البعض. و يفضل عادة من أخلاقيات المهنة بعد الانتهاء من قراءة الفنجان صب الماء فيه ولا يحبب تركه كما هو لحين غسله ، ليست خرافة أو خوف من شيء لكن قد يكون هناك من يجيد قراءة الفنجان غيرك فيقوم بقراءته من دون علمك أو علم صاحب الفنجان و اعتبرها اختراق لخصوصيات الغير خصوصاً عندما تقرأ الفنجان لاحدهم في مكان عام فيُأخذ بعدها الفنجان الى المطبخ فلا تدري من قد يراه.

وأخيراً ...أود التذكير بأن شرب القهوة متعة و اتقان عملها أعتبره فن لا يجيده الا الشخص الصبور الذي ينتظر غليان القهوة جيداً عند اعدادها و يصنعها بروح و نفس طيبة فتتكون قهوة لذيذة لتعطي مزاج رائع عند شربها.

ترويها س.أ (24 سنة ) - الأردن

أسئلة تنتظر إجابات
طرحت عدداً من الأسئلة على الآنسة س.أ تتعلق بما ذكرت في رسالتها ولكنها وعدت في الإجابة عنها في مقالات قادمة إذ لا يتسع المقال المذكور هنا لها.وهذه الأسئلة كانت :

1- لنفرض جدلاً بأن نظرية الذرات صحيحة ، وأن هناك تفاعلاً ما لم يدرس بعد بين الإنسان وذرات البن والماء في الفنجان:

1-1 فكيف يستطيع هذا التفاعل أن يقوم عن غير وعي بإظهار تلك الرموز على جدار الفنجان الداخلي ؟ فهل مثلاً فكر الشخص بالثعبان والبومة فارتسمت على هذا النحو في فنجانه ؟

1-2- وكيف يخبر هذا التفاعل عن ما سيأتي وما هو يحدث فعلياً ؟ أفترض أنه تفاعل ذاتي في الأساس فكيف يخبر عن علاقته بالأناس الآخرين المحيطين حوله ؟ أو عن مستقبله القريب ،إن قررنا أنه صحيح فالواجب أن يخبر عن أسرار شخصية الإنسان أو ما يفكر فيه في لحظة شربه ولا تخبره عن وفاة قريبة أو غيره من الأحداث...فكيف تفسرين ذلك ؟

2- عندما تقرأين الفنجان لشخص ما ، هل تنظرين في الفنجان فقط أم تنظرين في عيني الشخص وملابسه وحركات جسده ؟ وهكذا تأتي روايتك متماشية مع ما خمنت أنه يفكر فيه وتعطيك سيلاً من المعلومات خصوصاً أنه رضخ لكشف حاله، لأن ذلك يعطيك موقعاً مهيمناً عليه ، فمثلاً إفترضي أنك لا تعرفين أي شيئ عني وسلمت لك فنجاني فهل تستطيعين أن تأتي بالرواية أو يصعب عليك أن تأتي بشيء لخوفك من عدم إنطباقه علي فهناك نقص في المعلومات لا تعلمين من أين تأتي به فربما يأتي سردك عمومياً جداً وبعيداً عن التفاصيل كما هو الحال مع الذين يكشفون الطالع ؟ أم يتطلب منك الأمر أن تجلسي أمامي وتكشفي لغة الجسد أو المظهر؟ (المظهر يكشف جانباً عن حالة الإنسان لا يستهان به، كذلك الصوت)، و ربما ينطبق مقال "أساليب العراف في الإقناع" على ما تفعلينه أيضاً.

إقرأ أيضاً ...
- قراءة الفنجان
- الكرة البلورية وكشف الطالع
- أساليب العراف في الإقناع


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ