إعداد : كمال غزال |
وردتني رسالة من أحد القراء الكرام يتساءل فيها عن فكرة الموقع وارتباطها بالخيال والتسلية، حيث جاء فيها:
" أريد ان أسأل صاحب فكرة هذا الموقع هل انت مقتنع اصلاً بفكرة الموقع ؟! فقد رأيت وقرأت فيه ما لا يصدقه عقل ، وهناك من يأخدون الخيال من باب التسلية لأن الخيال في الاصل تسلية وشكراً على هذا الموقع ، تصميم جميل وقصص رائعة قد تكون من ملفات شكسبير ".
أشكر القارئ على طرحه هذا لأنه استفز همتي لكتابة هذا المقال، حيث أتى الرد كالآتي :
بالفعل قد تكون الحقيقة أغرب من الخيال أحيانأً ، والحالات التي يعرضها الموقع تأتي من الجمهور وقد بينت سابقاً الأسباب التي دعتني لنشرها على صفحات الموقع ( تجدها هنا ) ، وبالنسبة للمقالات التي أتناولها ويتناولها الخبراء أيضاً فهي أيضاً أمور مثيرة للجدل ، لكن هذا لا يعني أبداً أنها محض خيال أو إفتراء ، كما لا يعني أن موقع ما وراء الطبيعة يتبنى ما جاء فيها على لسان أحد الباحثين أو العلماء أو شهود العيان أو نظرية بحد ذاتها فالموقع ببساطة يحاول طرح وجهات نظر متباينة وكما ترى يوجد مقالات تتناقض فيما بينها على نفس الموقع، نحن في هذا الموقع باحثين عن الحقيقة وسط تلك الأفكار المتنوعة والغريبة بعض الشيء، والغرابة بحد ذاتها أمر نسبي يتفاوت من شخص إلى آخر ومن عايش تجارب قد يجدها جزءاً من حياته.
الخيال وليد الواقع
لم تكن أغلب القصص الخيالية في المجتمعات سوى تداعيات لأحداث حقيقية ولكن بولغ (ضخمت) وقائعها فأصبحت بعد زمن مادة للروائيين في كتبهم أو مادة فيلمية أو حتى ألعاب فيديو.
وكما يقول المثل :" لا دخان بلا نار" ، وهذا ينطبق على الأساطير المنتشرة في المجتمعات فهي أحداث وجدها أسلافنا " غريبة " ولم يتمكنوا من إيجاد تفسيرات لها ضمن ما وصلوا إليه من معارفهم فربطوها بالكائنات الغبيبة أو الخرافية ، وفي عصرنا الذي شهد تفجراً في العلوم انقرض الكثير من الأساطير من إذهان الناس وأصبحت مادة تدرس في المعاهد والجامعات كمواضيع الميثولوجيا الإغريقية مثلاً، وطرحت للدراسة ليس بهدف تصديقها ولكن لمعرفة تأثير تلك المعتقدات على مجريات حياتهم من آلهة عبدوها وقدموا لها القرابين لينالوا رضاها أو كائنات ووحوش لها قدرات خارقة تمزج بين الشكل الإنساني والحيواني كأبي الهول أو مزيجاً من الأشكال الحيوانية كـ التنين (أفعى بجناح خفاش وتنفث النار).
ورغم كل ما ذكر بالغ الكثير من العلماء (ومازال البعض منهم) في تقدير ما وصلنا إليه من معارف فأغرقوا في المادية حتى أنهم لم يسمحوا بتفسيرات تخرج عن إطار التجربة العلمية في المختبر فكانوا يبادرون بالهجوم والسخرية تلك الظواهر حتى قبل التحقق الفعلي من التقارير عن الظواهر الغريبة ، وكأننا فعلاً عرفنا أسرار الكون كله وفسرنا كل الظواهر فلم تعد هناك ضرورة لإعادة النظر فيها خصوصاً مع الإنجراف الزائد مع نهج الفلسفة المادية (الإيمان فقط بما تراه الأعين وتقيسه الأجهزة) في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، فكان هؤلاء العلماء على خطأ لأننا كلما ازددنا علماً برزت أسئلة جديدة تحتاج إلى إجابات ولأنه مازال في جعبتنا المزيد من الأسرار التي لم تجد تفسيراً رغم مرور مئات بل آلاف السنين ومنها الأحلام التنبؤية ومشاهدات الأجسام الطائرة والمجهولة والمس الشيطاني والتنويم الإيحائي والقدرات الخارقة المحيرة، بالطبع قد تكون بعض الأسرار من صنع البشر وكل سر مهما اختلف صانعه (الله ، كائنات علوية أو سفلية، الطبيعة الأم، البشر) تحوم حوله الفرضيات ونظريات المؤامرة، وبات علماء اليوم من المتنورين يعترفون بعجزهم عن تفسير بعض الظواهر فيأخذون التقارير على محمل الجد وينكبون لدراستها بدلاً من التنظير والتحليل المستند على آراء مسبقة أو قوالب جاهزة في الرد.
- العلم لم يكشف أسراراً عديدة في الكون وفي العقل البشري المعقد ، هناك أمور ما زالت تحير العلماء ولم يبت فيها أصلاً، وهناك نظريات قد تنشأ ونظريات أخرى قد تموت أو لا تلقى رواجاً مع الإكتشافات العلمية الحديثة ، وإلى الآن ما زال هناك أمور غيبية ونحن مجتمع غيبي بالأصل ويؤمن أغلبنا بالله والشيطان والملاك والجن والمعجزات (كائن البراق : حصان مجنح ؟، ولادة عذراء ، إنشقاق البحر الأحمر...الخ).
في النهاية يعود للقارئ أمر تصديق أو تكذيب ما يأتي في الموقع أو الحكم عليه، كل بحسب منظور ثقافته ودينه وكذلك على قدر ما وصل إليه من معارف ، ولدي أيضاً قناعاتي الشخصية ولا أريد ذكرها لكي لا تؤثر على حيادية الموقع ، غير أنني إذا وجدت دليلاً على زيف فلن أتردد في محاولتي لكشفه بعد التحقق منه من خلال توكيل المحققين أو البحث في المصادر، والمفارقة هنا رغم أننا مجتمع غيبي في الشرق إلا أننا نواجه الكثير من الأمور الغربية بسخرية وإستهزاء .
موقع للتسلية ؟
إن كان البعض يرى أن تصديق الأكذوبة وانتشارها
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .