ترويها وفاء - مصر |
لي تجربة في مدينة جدة السعودية حدثت معي منذ سنوات طويلة عندما كنا على شاطىء البحر حيث كان هناك مبنى كبير يقال أنه كان قصراً للملك سعود و لا أعلم الآن اذا كان مازال قائماً أم لا، كان واسع جداً و بارتفاع دورين على ما اذكر ، وبلا ابواب و كله منافذ إلى الداخل.
كان معنا بعض العائلات وسمعت منهم أنه "مسكون" و أن هناك أصواتاً تصدر منه ليلاً ، كنا وقتها في ساعة الغروب فانتظرت حتى خيم الليل و كان القمر بدراً وأستطيع الرؤية بصورة جيدة وتفاجأ الجميع بي عندما ركضت باتجاه المبنى وأنا اقول لهم بأنني ذاهبة لقضاء بعض الوقت في هذا القصر و لن اعود إلا بعد ساعة من الآن و ما بين صرخات اختي و استحسان بعض البنات و الدهشة التي عقدت ألسنة الكبار كنت قد وصلت إلى الداخل و صعدت الدرج إلى الطابق الثاني و مازالت الاصوات تزداد ارتفاعاً و هم يظنون بأني لا أسمعهم .
المهم ركضت نحوهم من الأعلى لأطمئنهم و بعد أن هدأوا مضيت في حال سبيلي استكشف المكان ، لا شيء غير الحيطان فقط و صوت البحر ينساب من الفتحات التي كانت يوماً ما شبابيك ، وركضت في كل الاتجاهات في الداخل كان مساحات شاسعة وخاوية ولم أشعر بالخوف أو الرهبة ولم أجد شيئاً يصلح للرؤيا ، اتجهت إلى النافذة في الدور الثاني والتي تطل على أهلي وأصدقائي و جلست احادثهم من مكاني و هم يحاولون تخويفي لكي أترك المكان وأعود اليهم لكنني لم أشعر بخوف أو أي شيء غريب .
وهدأت الأمور بيني وبينهم فمضى كل منهم إلى حال سبيله وربما نسوا أنني اجلس في هذا المكان بمفردي فتسللت من دون أن أخبرهم إلى قاعة كبيرة جداً في منتصف المبنى وجلست أتخيل الأيام الخوالي لهذا المبنى و الأحداث التي كانت تحصل فيه وهنا فقط بدأت أسمع بعض أصوات الأكواب وأطباق توضع وأقدام تمشي بهدوء (لم اسمع أصوات وقع الأحذية)و حركات ناعمة تمر بي و تجلب معها بعض الهواء البارد وبدأت أشعر بقشعريرة البرد مع أن الجو كان حاراً وقبل ذلك كان خانقاً .
جمدت في مكاني فما أستشعره لا يعبر عن وجود للجن بل هو وجود لأرواح عاشت في هذا المكان ومازالت تعيش ولها وجود فيه ينبغي علي أن احترمه و لا أخبر عنه أحد ، مضى بعض الوقت و مازالت الاصوات كما هي فقررت الخروج و الصمت .
خرجت و اتجهت إلى شاطىء البحر لأخلو مع نفسي قليلاً و بإحساس غريب بانني كنت في عالم آخر ، عالم أراد إشراكي في شيء لم أفهمه وإلا لاستمروا في صمتهم الابدي دون اشعاري بوجودهم .
لي تجارب عديدة مع الأرواح ومارويته كان إحداها.
ترويها وفاء - مصر
تعقيب
هل يملك المكان ذاكرة مسجلة لما جرى فيه من أحداث في الماضي ؟ وهل يمكن استدعاء تلك الأحداث عبر جلسة التأمل العميق وهل هي قدرة فريدة لدى بعض الأشخاص الذين يتمتعون بـ "شفافية" عالية ؟ أم أن ذكريات المكان وهم صنعه العقل فصدقه بالصوت أو بالرؤى الذهنية ؟ وهل تغير حرارة الجسم ناجم عن تأثير العقل وانطباعه عن المكان أم أن في الامر طاقات أثيرية محتجزة في المكان واستطاع الوعي معرفة المعلومات المختزنة فيها ؟
أسئلة قد تجيب عنها نظرية جديدة في الباراسيكولوجي تتمحور حول "ذاكرة المكان" ، وقد تأخذ مكانها ضمن المقالات القادمة لموقع ما وراء الطبيعة فترقبوها.
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
إقرأ أيضاً ...
- الحاسة الزرقاء- حالة الوعي ا لمغايرة ASC
- تجارب واقعية: أصوات مجهولة من ذاكرة الحرب
- ظاهرة الديجافو
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .