الأحد، 30 ديسمبر 2012

Textual description of firstImageUrl

فرضية المسجل الحجري وظاهرة السكنى المقيمة

إعداد وبحث : كمال غزال
هل يحتفظ المكان الذي نسكنه أو نمارس فيه نشاطاتنا اليومية بذكرياته الخاصة مثل أي كائن حي ؟  إن كان ذلك صحيحاً فربما يفسر العديد من الظواهر التي مازال البعض يعتقد أنها غير قابلة للتفسير كالمشاهدات الشبحية أو سماع أصوات غامضة أو شم روائح يصعب تحديد مصدرها أو أحاسيس أخرى يستشعرها بعض الناس وذلك لدى زيارتهم للمكان الذي يوصف بأنه "مسكون"، وتحديداً المكان الذي ابتلي بنوع محدد من السكنى وهي أحداث تحصل بتكرار وتتميز بأنها غير تقاعلية مع الزوار وهي دلالة على نوع من التسكين يطلق عليه اسم السكنى المقيمة Residual Haunting.

كانت فكرة "ذاكرة المكان " المحور الأساسي لبحث قامت به (باميلا هيث ) وهي باحثة أسترالية في الباراسيكولوجي وجرى نشره في أحد أعداد المجلة الأسترالية للباراسيكولوجي في عام 2005 وحمل البحث عنوان : " نظرية جديدة في ذاكرة المكان" ، ولم تكن فكرة جديدة  فمنذ حوالي اكثر من قرن دار حديث عن إمكانية تفاعل البيئة أو الوسط المحيط ودوره في تخزين أو تسجيل معلومات صنعها الأحياء في زمن سابق تكون عبارة عن تفاصيل أو لمحات من ذكرياتهم فيه.

وقد تغير مفهوم "ذاكرة المكان" منذ استخدمه أول مرة من قبل الباحثين في الماورائيات آخذين بعين الاعتبار تنوع طرق عمليات التسجيل و إسترجاع ذاكرة من قبل المكان حيث يقترحون أكثر من طريقة يمكن من خلالها تسجيل المعلومات أو وضع بصمة على البيئة المحيطة ولكن اشترطوا لذلك تدخل عامل النشاط النفساني الغير عادي لدى بعض الأفراد القاطنين في المكان أو الأجواء والمواقف المشحونة بمستوى عال من العواطف والإجهاد النفسي مثل الحزن الشديد أو ظروف المعاناة والعذاب سواء أكانت ناجمة عن مرض أو حادثة أو تعذيب متعمد ، أو حتى في حالات الفرح الشديد والإلتصاق بمكان محبب.

نبذة تاريخية
منذ زمن ليس ببعيد زعمت الباحثة النفسية إيليانور ميلدريد سيدغويك (1845-1936) أن أجساماً كقطع الأثاث وحجر البناء يمكن لها أن تمتص "طاقة نفسانية" أو تتلقى إنطباعات يمكن أن تنقل إلى الناس المجاورين  .

- وكذلك كتب الباحث (ويليام فليتشير باريت) (1844-1925): " في بعض حالات السكنى Hautning والتجسدات Apparitions يوجد نوع ما من البصمة المحلية على البنية المادية أو الأماكن خلفتها كأثر بعض الأحداث القديمة التي وقعت لأشخاص محددين وذلك حينما كانوا على وجه الأرض أو عاشوا فيها وكان لهم صلة وثيقة بها على نحو خاص ، فيصبح صدى أو شبح تلك الأحداث قابل للإدراك من قبل هؤلاء الأحياء ".
  
- ويوافق (ويليام . جي . رول ) (1926-2012) الباحث في علوم ما وراء النفس Parapsychologist على نظرية المسجل الحجري ويدعي أن عقل الشخص بإمكانه صنع تجسد أو صورة شبحية ناجمة عن  "آثار نفسانية" Psychic Traces خلفها الماضي. ووفقاً لـ (رول) تمتلك جميع الأجسام حقول طاقة نفسانية PSI Fields حولها وهي نواقل لمعلومات ومشاعر .

فرضية المسجل الحجري  Stone Tape
ظهرت فرضية المسجل الحجري في السبعينيات من القرن الماضي  كتفسير محتمل للظواهر التي تحدث في الأماكن المسكونة ومنها المشاهدات الشبحية فيه، وفحواها أن بمقدور الأشياء الجامدة او الغير حية إمتصاص جزء من طاقة الاحياء وأن هذا يحدث بلحظات معينة وخاصة كلحظات التوتر العالية مثل ارتكاب جرائم القتل أو أثناء لحظات المعاناة والإجهاد الشديدة في حياة الشخص فتتحرر تلك الطاقة المختزنة وينتشر هذا النشاط المشحون في أرجاء المكان الذي يسجله بدوره وبالتالي وفقاً لهذه الفرضية فان الأشباح ليست أرواحاً وإنما مجرد تسجيلات غير تفاعلية يشبه طريقة عمل مسجل شريط أو قرص الفيديو المدمج ، وفي أوقات معينة يجري إعادة تشغيل هذه التسجيلات المخزنة فإذا توفر المستقبل المناسب من الأشخاص الذين يوصفون بالشفافية العالية فإن الرؤى الشبحية وتجارب واقعية : استحضار لذاكرة مكان

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .