إعداد وبحث : ياسمين عبد الكريم و رامي الثقفي |
إذ تم اكتشاف مدينة كاملة تحت الأرض وعلى عمق 85 متر وكانت وما تزال تثير حيرة العلماء والباحثين حيث يعتقد أن هذه المدينة من عجائب الدنيا ولغز القرن ومن الاكتشافات الأثرية الأكثر إثارة للجدل والفضول في العالم ، ليضاف سر جديد آخر إلى أسرار العالم القديم .
وتعني "ديرنكويو" ( البئر العميق ) وفي الواقع هذه المدينة لم تكن تضم مساكن للمعيشة ومطابخ مشتركة ومياه وممرات للتهوية فحسب ، بل ضمت أيضا معاصر للنبيذ والأقبية والإسطبلات وغرف دينية وحتى المقابر وكانت قناديل الزيت تنير الغرف والممرات ، وعندما كان يهدد المدينة خطر ما ، كانت الصخور الكبيرة الاسطوانية الشكل تتدحرج عبر مداخل النفق لتسد منافذ المدينة .
وأطلق البعض على "ديرنكويو" اسم مدينة الجن لأن الاعتقاد السائد أن هذه المدينة بنيت بأيدي غير بشرية ، كما يعتقد بعض الباحثين أن من الممكن أن تكون هذه المدينة ممتدة إلى أكثر مما يظن وأنها قد تحوي أنفاق تصل بين مدن العالم ويعتقد الباحثون أن المدينة كانت مسكونة لمدة ليست بالقصيرة بدليل وجود آثار الزيت والنار والأبخرة على الجدران والمطابخ .
هندسة وطريقة بناء غريبة
منظر خارجي |
ويقول المهندسون أن بناء ديرنكويو كان بمثابة تحدي كبير لأي حضارة وهذا العمل في تلك الأيام الموغلة في القدم يبدو إعجازياً ولا يقل عن أهرامات الجيزة أو "بوما بونكو" لأنه عمل يوصف بأنه في غاية الإتقان ولهذا يصعب على العقل استيعاب طريقة بنائه.
ومن الغريب عدم وجود أدلة على وقوع كوارث انسداديه مما يشكك بطبيعة التكنولوجيا المتقدمة التي كانت تمتلكها المدينة وأصل سكان هذه المدينة والتي جعلت العلماء يتساءلون عن طبيعتهم البشرية أو إذا ما تم الاستعانة بحضارات أخرى ؟
ويقول المهندسون في العصر الحديث أن مشروع ديرنكويو يعتبر مهمة صعبة وشبة مستحيلة حتى لو استخدمت في كيفية بناءها آلات ومعدات العصر الحديث .
خريطة لطبقات المدينة وحجراتها |
وهذا مما يجعلنا نتساءل لماذا أراد الناس في ذلك الوقت مغادرة منازلهم والذهاب للعيش تحت الأرض ! مع أبواب تزن من 200 إلى 500 كجم ويمكن فتحها وتحريكها لكن من الداخل فقط مما يثبت للعلماء أن من كان يعيش في هذه المدينة كان مختبئ من شيء ما !
فرضيات التفسير
ظهرت الكثير من الفرضيات لحل لغز مدينة ديرنكويو الغامضة وبالنسبة لعدد من علماء الآثار أن ديرنكويو بنيت كملجئ مؤقت من غزو ما ، حيث لم يستطع أي باحث إيجاد الحقيقة الكاملة حول ديرنكويو !
1- ملاذ للمضطهدين من المسيحيين الجدد ؟
مكان للعبادة |
حيث تحتوي هذه المدن التي تقع تحت الأرض على شبكات وأنظمة دفاعية في العديد من طبقاتها السفلية وكانت هذه الأنظمة الدفاعية تستخدم بشكل أساسي ضد الرومان.
وكانت منظومة الأنفاق هذه قد بنيت بممرات ضيقة، لمواجهة الأسلوب القتالي الروماني الذي كان يعتمد على القتال الجماعي ، وكانت تلك الأنظمة تجبر المقاتلين على المرور فرادىً لتسهيل عملية اصطيادهم. وكان الكابادوشيين في القرن الرابع من الركائز الأساسية للفلسفة المسيحية آنذاك.
تعقيب وفرضية رامي الثقفي
لماذا لا نفترض أن مدينة ديرنكويو استخدمت فعلاً كملجأ مسيحي بعد ما اكتشفت الأقليات المسيحية هذه المدينة أو هذا الوكر الكبير إذا جاز التعبير في فترات سابقة وذلك بعد بناءها بسنوات طويلة مضت واستخدمت هذه الغرف كمعابد أو كنائس بفترة لاحقة أثناء عمليات الحروب أو الاضطهاد حيث أن المسيحية تعود إلى أكثر من 2000 عام وأن وجود الكنائس دليل على أنها استخدمت كملاذ آمن من قبل الطوائف المسيحية ولكن هذا لا يعني أن صانعيها كانوا من المسيحيين أو أن سبب بناءها هو اتخاذها كملجأ لهم ، ثم اكتشفت في العصر الحديث مره أخرى في العام 1963 .
2- الزرادتشية وكارثة الانهيار الجليدي
باب حجري يزن بين 200 إلى 500 كغ وفيه فتحة لإغلاقه وفتحه |
وذكر في الزاردشتية أن الإله (أهورا مازدا) أنقذ الإنسان من الانقراض بسبب كارثة طبيعية ثم أمر النبي "ييماه" أن يبني ملجأ تحت الأرض ، حيث ورد في كتابهم المقدس الفنديداد ما نصه: " يا ييماه العادل، نجل فيفينياه ، على العالم المادي الرياح الشريرة على وشك السقوط التي ستجلب معها الصقيع القاتل ، على العالم المادي الرياح الشريرة على وشك السقوط التي ستجلب العواصف الثلجية فاتخذ مأوى عميق في أعلى قمم الجبال والحيوانات التي تعيش في البرية وتلك التي تعيش على قمم الجبال وتلك التي تعيش في دايل اتخذ لها المأوى في البيوت تحت الأرض.
ويعتقد علماء المناخ أن من الممكن أن تكون مدينة ديرنكويو بنيت كملجأ لكارثة العصر الجليدي المدمر حيث كان أخر عصر جليدي حدث قبل 18,000 سنة وانتهى 10,000 سنة قبل الميلاد وهذا التاريخ تقريباً كعمر ديرنكويو ويعتقد المؤمنين بالكائنات الفضائية أن (أهورا مازدا) كان هو المسؤول عن تدبير ما يحدث على كوكب الأرض وهو يمثل كائن فضائي ذكي ومتطور فكرياً بحيث أن العديد من الكتابات في السجلات القديمة تحدثت عن علوم أعطت للإنسان من كائنات فضائية ذكية والتي سميت من قبل البشر بالآلهة .
فهل من الممكن أن يكون (أهورا مازدا) الذي يوصف بـ "إله السماء " كائناً فضائياً متطوراً ومن عالم آخر ؟
إن كانت الإجابة نعم فعندئذ يكون قد أعطى أتباعه التكنولوجيا العلمية الضرورية لبناء هذه المدينة المعقدة للنجاة من الكارثة الطبيعية !
3- صراع كائنات فضائية قديمة
حجرات كانت تخزن فيها الخمور |
وأن الأعداء كانوا كائنات فضائية لأنهم يمتلكون إمكانية الطيران وبحوزتهم السفن الطائرة التي ذكرت في بعض الحضارات القديمة وأن هذه المدينة بنيت للحماية من القصف الناتج من هذه الكيانات التي كانت تتحارب في ذلك الزمان القديم . فهل كان هناك صراع فضائي من أجل أمر ما جعل الناس تعيش في أعماق الأرض !؟
ولكن كيف وضع هذا المفهوم ، وليس هناك أي دليل يدعم ذلك ؟
4- الجن
يرى بعض العلماء من المسلمين أن البشر لا يمكن لهم في العصور القديمة وبوسائل بدائية بناء مدينة مثل ديرنكويو حيث افترض بعضهم أن ديرنكويو بنيت بواسطة كيانات خارقة وذكية وكانت مخلوقه قبل خلق الإنسان، خصوصاً أن المسلمين يعتقدون بامتلاك الجن لقدرات خارقة كما ورد في القرآن الكريم على التشكل والبناء وسماع حديث أهل السماء وغيرها .
وأخيرا ... ديرنكويو هي إحدى غرائب عالمنا المليء بالأسرار، وهي لغز غامض يضاف إلى سلسلة من الأسرار والغموض الذي يلف أماكن كثيرة حول العالم ، وهي تمثل تحدياً قوياً لقدراتنا على البحث والمعرفة – لماذا بنيت ديرنكويو ومن هم الذين قاموا ببنائها وما الغرض منها ؟ لا أحد يعرف حتى الآن .
شاهد الفيديو
عرضت قناة هيستوري History برنامجاً بعنوان الكائنات الخارجية القديمة Ancient Aliens وخصصت حلقة عن مدينة ديرنكويو في تركيا وفي البرنامج نرى نزعة إلى تبني فكرة تدخل الكائنات الخارجية في صنع حضارات البشر وربما وضعت من أجل إثارة المشاهد للبرنامج، تجد في هذا المقطع صور خارجية وداخلية عن السراديب والأقبية وغيرها.
إقرأ أيضاً ...
- الذين قدموا من كوكب الأرض !- سر إختفاء أناسازي
- صروح غامضة : بحث عن أسرار البناء
- شامبالا : أسطورة المملكة المفقودة
- هل تخفي المحيطات قواعد لمخلوقات غريبة
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .