إعداد : كمال غزال |
إحدى أكثر الرؤى شيوعاً عن الأشباح أو الأطياف هي تلك التي يظهر فيها الشبح أمام أحد الأشخاص ليتضمن ظهوره رسالة أو تحذير من شيء ما على وشك الحدوث، ويمكن تصنيف هذه المشاهدات بحسب هدفها إلى رسائل طمأنة تبعث على الإرتياح، ورسائل تنذر بقرب حدوث خطر ما.
1- رسائل الطمأنة
كثير من تجارب الناس تذكر ظهور أحد أحبائهم ليلاً بعد أن وافته المنية مؤخراً، ويمكن القول هنا أن الحزن والأسى كانا السبب في هذه المشاهدات وقد يكون هذا واقع الحال. وكما لا يمكننا التأكد من أنهم أشباح بالفعل لا يمكننا أيضاً القول بأن الأسى والحزن كانا السبب في تلك الزيارات العديدة التي يقوم بها أحباؤنا المتوفين. هذا النوع من المشاهدات يحدث عادة لوقت قصير بعد وفاة شخص عزيز وفي العادة يظهر لمن له علاقة وثيقة به أو عزيز جداً عليه. ويقال أن الشخص المتوفى يكون معلقاً في الدنيا لفترة قصيرة من الوقت بعد وفاته، وفي نفس الوقت يكون مدركاً بأنه مات وبأنه سينتقل قريباً إلى عالم آخر، وفي غضون هذه الفترة يمكنه التجول بحرية فيزور بعض أحباءه الذين يشعر بأنهم في حاجة إلى بعث الراحة في أنفسهم.
وتحصل هذه الرؤى بأشكال مختلفة، في الواقع بعض الناس يرون تجسداً كاملاً للشخص المتوفى بينما يرى آخرون لمحة عابرة منه أو حتى يسمعون صوته أو يشمون رائحة عطره... الخ. ومهما اختلف الشكل الذي يحضر فيه فإن الهدف هو محاولة طمأنة معارفه وأحبائه بطريقة أو بأخرى.
هناك تقارير عديدة تذكر مشاهدات لصديق عزيز أو حبيب كان قد توفي منذ وقت قصير جداً، وتحمل نفس المغزى، حيث يكون لديه رسالة للتعبير وغالباً ما يكون فحوى هذه الرسالة بسيط جداً كأنها تقول " أنا بخير"، " أنا بخير الآن وكل شيء على ما يرام"، " لا تحزن من أجلي ، أنا سعيد الآن " أو خليطاً بين هذه المعاني. ويبدو أن الشخص الذي لم يمضي وقت طويل على موته يكون قلقاً على شعور الأشخاص الذين تركهم وراءه ويشعر بأنهم بحاجة لبعض الراحة والتخفيف عنهم بأن يجعلهم يدركون بأن الأمر على ما يرام ولا حاجة لأن يشعروا بالحزن والأسى.
2- رسائل التحذير
هذا النوع من الزيارات يطابق نفس النوع المذكور أعلاه من حيث أن الشبح يكون معلقاً في الدنيا لفترة قصيرة جداً وخلال هذه الفترة بوسعه القيام بزيارة فيظهر نفسه أمام الأحياء الذين يود أن يبلغهم برسالة ما. ويمكن أن تحوي الرسالة على أي شيء إلا أنها عادة تكون تحذيراً من الخطر.
وهناك تقارير عديدة تذكر ظهور الأشباح المنذرين للناس لتحذرهم من الوقوع في خطر وشيك كأن تكون مخاطر صحية لا يعيها الناس أنفسهم بعد أو تحذير من الذهاب إلى مكان ما أو فعل شيء ما.
هناك العديد من التقارير عن هذا النوع من الرسائل خلال أحداث وقعت مثل كارثة 11 من سبتمبر وتفجيرات في مناطق متأزمة بالصراعات أو غرق سفن مثل سفينة التايتانيك أو تحطم طائرة ..الخ. وعلى ما يبدو أن الشخص الذي مات يكون مدركاً للأمور التي ستحصل في الفترة القصيرة المتاحة له لزيارة أحبائه فهو يحاول أن يجعل أحباءه يعدلون خططهم أو نمط حياتهم كي يتجنبوا الأخطار المحدقة بهم.
دراسات
في عام 1988 عندما قام الزوجان السابقان بيل و جودي غوغينهايم بإجراء دراسة (مشروع) تحمل اسم اتصال ما بعد الموت ADC ، كانت تلك الدراسة الأولى من نوعها في ذلك الشأن وكشفت عن مدى إنتشار تلك الخبرات التي توصف عادة بالتجارب الروحانية بعد أن تم جمع 3300 تجربة عاشها الناس من بقاع متعددة من العالم حيث نوقشت بكل حرية وعقلية منفتحة.
ويمكن قراءة المزيد عن هذه الدراسة هنا .
تجارب واقعية
تلقى موقع ما وراء الطبيعة عدداً من التجارب التي تندرج في إطار إتصال أشباح المتوفين مع معارفهم ومنها التجربة التالية :
تجربة واقعية : رسالة الوداع الأخير
تتمحور هذه التجربة حول نوع مختلف من الرسائل مع أنها أقرب من النوع الاول، كانت زيارة توحي بمشهد مؤثر عن الوداع الأخير من أم لابنها، وكتبها الياس (32 سنة) من الجزائر:
" في أواخر الشهر الأول من سنة 2002 كنت طالب جامعي سنة أولى وكان عمري 20 سنة.و كانت أمي رحمها الله في المستشفى في العاصمة تبعد عن مقر إقامتي حوالي 5 ساعات حيث أجريت لها عملية جراحية على مستوى المخ وكان أمل الشفاء ضئيل جداً، سافرت لرؤيتها قبل إجراء العملية لكني وصلت بعد يوم من إجراء العملية وكانت في قاعة الإنعاش، كانت زيارتي قصيرة جداً لم تتعدى بضع دقائق، ورجعت الى مكان دراستي في نفس اليوم، ولكنني وصلت متأخراً بعد منتصف الليل حيث دخلت غرفتي وبمجرد أن استلقيت على الفراش وأنا في كامل وعي مني ( لم انم بعد ) رأيت عندما أغمضت عيناي منظر شديد الوضوح تمثل في و قوف امي رحمها الله امامي وهي تحمل حقيبة سفر وترتدي معطفاً (هيئة مسافر) ونظراتها لي، كانت نظرات إنسان مجبور على أمره متحسر. كان المنظر غاية في الوضوح وأكرر كنت في كامل وعي، وبعد 3 أيام وصلني نبأ وفاتها ، رحمها الله واسكنها فسيح جنانه".
تجارب أخرى ذات صلة
- كيف يتواصل أحباؤنا الموتى معنا ؟
- الإحساس باقتراب الخطر
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .