إعداد : د. سليمان المدني |
في بداية حياتي العملية في مجال التنويم المغناطيسي عموماً في الثمانينات من القرن الماضي، حدثت معي إحدى التجارب المميزة التي لم أكن قد قرأت أو سمعت عن مثيل لها، ومرت الأيام والسنين وحتى الزمن الراهن ولم أسمع بحدوث شبيه لها من أي مصدر كان.
والقصة باختصار تبدو في ظاهرها عادية وتقليدية قد تحدث مع أي مبتدئ في المهنة أو هاوي لها. فقد جاءني شاب في مقتبل العمر وكان برفقة والده ووالدته، وطلبوا مني معرفة أسباب نفور خطيبة الشاب وترددها في قبول الزواج منه، بالرغم من حبها له كما كانت تبدو فيما مضى، وتساءلوا إذا ما كان في القضية سحر ما لأحدهما أو لكلاهما، وكيفية الخلاص منه إذا أمكن ذلك.
فرأيت أن أقوم بتنويم الشاب لمعرفة بعض خفايا نفسه والتأكد من عدم تعرضه لمس شيطاني أو ما شابه. وكان ذلك، بحيث لم أجد صعوبة أو ممانعة منه في التجاوب والاستسلام لعملية التنويم العميق. وبسبب مسيرة الاستقصاء النفسي كان لابد من حضور الخطيبة التي هي الطرف الثاني في القضية، ونظراً لعدم إمكانية حضورها ونفورها من الشاب عموماً، رأيت أن أستحضرها فكرياً من خلال جسد الخطيب ومناقشتها بلسانه. وهذا ما حدث. وليس مهماً في موضوعنا سير النقاش بيني وبينها وإلى أي مدى نجحت المفاوضة الفكرية وتكشفت من خلاله أسباب النفور، المهم هو ما حدث في اليوم التالي.
كان اتفاقي مع الشاب وأهله المرافقين له في الجلسة المذكورة، وبعد تأكيدي لهم بأن النفور قد انتهى ، وأن بإمكانهم الذهاب يوم الغد لبيت أهلها وطلبها من جديد، وهذا ما كان. ورغم معرفتي التامة لما سيحدث لهم، وبأنهم سيعودون والسعادة بادية على محياهم، إلا أن بعض القلق راح يساورني دون أن يكون له سبب واضح أو منطقي حتى. وعندما عادوا قصوا علي المجريات التالية :
في البداية استقبلهم أهل الفتاة أروع استقبال، وكانت الفتاة في قمة البشاشة وتنتهز كل فرصة متاحة لتغتنم نظرة من خطيبها أو لتبث إليه بشيء من اشواقها.. إلخ..
ورأت أم الفتاة أن تريح نفسها وتزيح الكابوس عن صدرها فقالت :
" بصراحة ياجماعة.. إن ما حصل معنا بالأمس شيء لا يصدق...فقد كنا في قمة السعادة بعد تناول الغذاء واستعدادنا لتناول الشاي بعده، لكن فجأة وجدنا فريال (أي الخطيبة ) وقد تغيرت ملامحها فجأة وارتخت أعصابها حتى لم تعد قادرة على الوقوف على قدميها. فأرحناها على السرير، ثم بدت كأنها فاقدة للوعي، ماعدى ملامح وجهها التي توحي بأنها شاردة عن الوعي وكأنها لا تسمع شيئاً مما نقول، إلا أنها تعبر عن نشوة وسعادة غامرة. واستمرت على ذلك حوالي ربع ساعة ونحن صامتين حائرين، ثم استعادت وعيها وعادت لطبيعتها، وعندما سألناها ما الذي حدث..؟ استغربت من السؤال وقالت لنا بأنها لا تعرف شيئاً ولا تذكر شيئاً. ولم نشأ أن نلح عليها بالسؤال، وعند المساء نامت بشكل طبيعي جداً وكأن شيئاً لم يحدث ".
وعندما استفسروا من الأم عن موعد حدوث ذلك كان الجواب مطابقاً للحظات قيامي بتنويم الخطيب الشاب، واستحضارها الفكري من خلال جسده للحوار معها.
لقد سبق لي ولغيري من تنويم البعض واستحضار آخرين من خلالهم والتحدث معهم. لكن الغيبوبة التي أصابت الفتات أثناء ذلك لم تحدث مع أحد حسب علمي، لآن ما حدث كان حالة من الاستحواذ الأثيري فقد قام الجسد الأثير للخطيب بعملية الاستحواذ الكامل على جسد الفتاة مما أشعر ذويها بأنها كانت في حالة من النشوة.
نبذة عن د. سليمان المدني
يحمل د. سليمان المدني دبلوم دراسات عليا في الباراسيكولوجيا (ما وراء النفس) من كلية ولاية نيويورك ، ولديه من الخبرة أكثر من 30 سنة حيث زاول العلاج بطريقة التنويم المغناطيسي واكتسب مع الوقت طرقاً للتمييز بين حالات المس الشيطاني والحالات النفسية الأخرى كما عالج ما يسمى بحالة "المس الشيطاني" بالتنويم المغناطيسي. وأصدر العديد من المؤلفات حول التنويم وتفسير الأحلام والتقمص ومن مؤلفاته (الصيدلية الروحية) الصادر عن دار دمشق عام 2010 ويزود موقع ما وراء الطبيعة بخبرته في هذا المجال حيث ساهم بالعديد من المقالات والتحليلات للتجارب المطروحة التي تمزج بين نظريات في الطاقة الحيوية والأثير التي يؤمن بها عدد من الباحثين رغم أنها لم تحظى بمصادقة المجتمع العلمي التقليدي وأيضاً مبنية على المعتقدات الدينية بخصوص حالات المس والإستحواذ .
وبعد غياب طويل دام أكثر من سنتين عاد إلى موقع ما وراء الطبيعة بهذه التجربة التي رغب بمشاركتها.
من تجاربه
- شيلتون : حالة مس وعلاج بالتنويم الإيحائي
- سيدة الأفاعي : علاج روحي بطابع نفسي
- تجربة في الإتصال مع الموتى
- تجربة مع الكوب المعطوب
- دعوة لتجربة روحية محورها راسبوتين
من مقالاته
- العهد بين الساحر والشيطان
- عندما يختار الشيطان أتباعه
- مفاهيم في الطاقة الحيوية الكونية
من حضوره في وسائل الإعلام
- المدني في حوار تلفزيوني عن البيوت "المسكونة"
- المدني يحلل التقمص على شاشة MBC
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .