الاثنين، 7 فبراير 2011

Textual description of firstImageUrl

استحضار الأرواح

إعداد : إسماعيل صديق عثمان و كمال غزال
شغل إستحضار الأرواح أذهان الكثير من الناس كتبت فيها المقالات بكل اللغات وألفت فيها المؤلفات وبحث فيها نفر غير قليل واستغلها البعض للكسب المادي وآخرهم الطبيبة المتقاعدة روزالين أويرين .

ادعت روزالين أويرين  أنها على اتصال دائم مع الأميرة الراحلة ديانا والغريب أن محبي الأميرة استقبلوا هذا النبأ بالحماس والقبول حتى أخذوا يتقاطرون على بيت (روزالين) طالبين منها إرسال رسائلهم إلي الأميرة الراحلة وتزويدهم بآخر أخبارها ويدفعون بذلك 10 جنيهات إسترلينية وكانت تعقد الاجتماعات مقابل هذا المبلغ من كل فرد وتصف لهم هيئتها وكيف أنها كانت ترتدي نعالاً ذهبياً وتنورة طويلة و … و … إلخ .

فكرة قديمة
حفظت لنا كتب الثقات أن هنالك من الناس من كان يزعم أن أرواح الموتى تعود للحياة بعد الموت وها هو ابن تيميه يقول : " ومن هؤلاء من إذا مات لهم ميت يعتقدون أنه يجئ بعد الموت يكلمهم ويقضي ديونه ويرد وديعته ويوصيهم وصاياه ، فإنهم تأتيهم تلك الصورة التي كانت في الحياة ، وهو شيطان تمثل في صورته فيظنونه إياه ".

إذن هي دعوة قديمة يؤكدها ما جاء في تراثنا القديم مثل كتاب " أجزاء سيف بن ذي يزن " وهو كتاب مؤلف في القرون الوسطى . كما قرأنا عنها في مجلدات مؤلفات " ألف ليلة وليلة " التي تذكر أن هناك أرواحاً تتصل بالأحياء . والعجيب أن بعض المتصوفة ما زالوا يصرون على إمكانية الاتصال بأمواتهم في قبورهم وأضرحتهم ويدعي الكثير منهم أنه رأى السيد وسأله عن عدم قراءتهم للمولد وعن حضور بعض الأشخاص وهم في ذلك على يقين يحسدون عليه .

يقول أشياع هذا المذهب أن الحد الفاصل بين الأحياء والأموات ليس على ما يظنه الناس من الخطورة ، فإن الموت ليس في حد ذاته إلا إنتقال من حالة مادية جسدية إلى حالة مادية آخرى ولكن أرق منه وألطف بكثير . فإنهم يعتقدون أن للروح جسماً مادياً شفافاً لطيفاً ألطف من هذه المادة جداً ولذلك لا تسري عليه قوانينها ويقولون أن الموتى بعد الموت مباشرة يكونون في عالمنا هذا بين أيدينا وعن إيماننا وشمائلنا ولا يزالون كذلك مدة تختلف باختلاف درجتهم الروحية ثم ينتقلون إلي حالة أرقى من هذا وإن كانوا لا يبرحون هذا العالم فإن العالم في نظرهم اختلاف حالات ومقامات لا اختلاف جهات ومكانات ويقولون أن الروح وهي على حالتها الأولى بعد خروجها من الجسد يمكن مكالمتها بل رؤيتها مجسمة بواسطة شخص يكون فيه الاستعداد لأن يقع في خدر عام عند إرادته لإستحضار الروح فتستفيد الروح من استعداده وتكلم الناس بلغات يجهلها كل الجهل وتنبئ عن أمور للحاضرين من أقاربها وخاصتها لا يدري الواسطة منها شئ بل تكشف من أسرار العلم والفلسفة والرياضيات العويصة ما يجهله الواسطة والسامع ولا يدركه علي سطح الأرض إلا نفر يسير وقد تستولي علي يده وتكتب وعينه مغمضة صحفاً ورسائل.

مزاعم عن تجسد الروح
قد تظهر الروح بجسم محسوس بينما يكون " الوسيط الروحي " ملقى أمام المجربين مكتوفاً على كرسيه ثم تظهر الروح مجسمة تتبدي أولاً بشكل سحابة منيرة ثم تأخذ في الشكل شيئاً فشيئاً حتى تصير بصورة إنسان منير ثم تتكاثف حتى تصير دماً ولحماً وعظماً أمام أعينهم فتقف أمامهم وتطوف حولهم عالية بقدميها عن الأرض قليلاً متمثلة بشراً سوياً ولكن شوهد أن جسمها يكون ليناً لدرجة أن الإنسان لو ضغط يده بين أصابعه تنبعج يده بينها حتى يتلاقيا كأنها عجين ذو قوام متماسك ولكن شوهد أن لها نبضاً وقلباً وتنفساً وكل ما للجسم الحي فلما تسأل من أين لها هذا الجسد تقول استعرته من جسم الواسطة.

ويصفها الأستاذ ستنتون موزس بكلية إكسفورد بقوله: " أن وضوح وجود هذه القوة المحكومة بعقل ترتكن على ما يأتي :

1- وضوحها لحكم الحواس .

2- تكلمها غالباً بلغة يجهلها المستحضر.

3- سمو الموضوع الذي تتكلم فيه عن معلومات المستحضر عالياً.

4- ثبوت استحالة إنتاج هذه بواسطة الغش في الشروط التي حصلت فيها .

ويدعي الأستاذ كاميل فلامربون أن هناك أربعة أسس تقوم عليها ظاهرة إستحضار الأرواح وهي :

1- أن الروح موجودة بصورة مستقلة عن الجسم .

2- إن الروح متمتعة بخصائص لا تزال للآن مجهولة لدي العلم .

3- يمكن الروح أن تتأثر أو تؤثر من بعد بدون مساعدة الحواس .

4- المستقبل مقدر من قبل وقوعه ومحدد بأسباب ستحدثه فيما بعد ، فالروح تدرك هذا القدر قبل وقوعه أحياناً.

الأكتوبلازما Ectoplasm
كلمة إكتوبلاسما Ectoplasm مركبة  من جزئين في اللغة الإغريقية ، الأول إكتو ektos ويعني الخارجي ، وبلازما plasma تعني "الشيء المتشكل" وهو مصطلح ابتدعه تشارلز ريخت أول مرة  للإشارة إلى مادة أو طاقة روحية تصدر من الوسيط الفيزيائي حيث يزعم بأن لهذه المادة صلة بتشكل الأرواح رغم أنها غير مثبتة علمياً،  وكانت أغلب صور الأرواح التي التقطها ويليام هوب ومن بينها  هذه الصورة التي يظهر فيها  تشارلز ريخت وشبح زوجته المتوفاة المتشكل جزئياً  قد اعتبرت عالمياً مجرد خدع مقصودة.

ويزعم بأن الإكتوبلازما هي الجزء الخارجي من بروتوبلازم الخلية وتختلط بمادة أخرى غازية – هي الغاز البخوري – الذي زعم أكتشافه في عالم الروح الدكتور دلبر استودارد الكيماوي القديم بعد انتقاله ويورد ذلك الدكتور باورز أستاذ الأمراض العصبية في مينا بوليس بأمريكا في كتابه " ظواهر حجرة تحضير الأرواح " :  " يوجد في مركز مجموعة الضفيرة الشمسية كيس صغير يحتوي على جوهر نسميه نحن الغاز البخوري ، ويوجد هذا الجوهر عند جميع الناس ولكن بمقدار صغير جداً . أما في الوسيط الروحي فيكون هذا الكيس كبيراً ويمكنه أن ينفث محتوياته في الهواء خلال مسام الجلد . وهو غاز عديم الرائحة … .. ونحن ندفع بهذا الغاز إلى الاتحاد بمواد الكيميائية أخرى تبعثون بها أنتم مع كل زفرة من أنفاسكم وبه نستطيع أحداث الظواهر وتستخلص هذه المادة الكيميائية بطبيعة الحال في الأصل من الجو المحيط بكم كما تستخلص زهرة ما المواد الكيماوية التي تحدث للون الأحمر مثلاً… ".

وقد علق باوزرعلى هذا البيان الوارد من عالم الروح فقال : " مهما يكن في هذا التفسير من حقائق علمية – وليس لدينا في الوقت الحاضر وسائل معملية لإثبات الأمر أو نفيه – فالمُشاهد المحُسوس أنه في وجود الوسيط الروحي دكر الأمريكي وباستخدام هذا الغاز القوي خلال جلساته يحدث في الحال انخفاض في درجة حرارة الحجرة من خمس إلي عشر درجات أو يشعر الموجودين بنسيم بارد يهب ، ولهذه واضحة حتى في الحجرات المجاورة – تكاد تضاهي بالتقريب تلك الهزة التي يعرفها المقيمون في المكسيك وفي جنوب كاليفورنيا وفي مناطق الزلازل الأخرى - ويفعم خياشيم الموجودين أرج عطر شذى رقيق غريب ".

إستحضار الأرواح في القرن 19
لم تكن النزعة الروحية – أو الروحانية – موجودة في القرن الـ 18 بالقدر الكبير أو قل أنها لم تكن تجد التأييد والدعم ولكن في العقد السادس من القرن 19 وعندما اقترب هذا القرن من نهايته كانت قد توفرت كتلة لا يستهان بها من الأدب الذي يظهر منه – أو يزعم – أن الأرواح قد أملته وأوحت به مثل كتاب ( تعاليم روح ) لكاتبه (ستبانتون موسيس ) وتبدو النغمة السائدة في هذا الأدب نغمة ورع وتقوي لدرجة تثير الدهشة والإصدارات الروحية كثيرة وقد كتبت بعدة لغات .

ويقال أن فلسفة إستحضار الأرواح قامت في سنة 1848 في هايدز فيلد - إحدى مقاطعات نيويورك ، وأول من شعر بهذه الأرواح فتيات المدعو (جون فكس) ، بعدها ظهر الولع بالاتصال بعالم الأرواح واكتسح الولايات المتحدة وإنجلترا في أواسط القرن الـ 19 .

- وفي عام 1762 ادعى دكتور صمويل جنسون إنه تأكد من ظاهرة شبح السيدة (كنت) الذي كان يظهر في حارة كوك في لندن وقد أصبح هذا الشبح شهيراً في كل أنحاء لندن يتتبع الناس أخباره .

وذات يوم أعلن الشبح سراً خطيراً ، هو أن السيدة ( كنت ) ماتت مسمومة بسم دسه لها زوجها السيد ( كنت ) وكتب دكتور ( جونسون ) مقالاً في إحدى المجلات مؤيداً ظاهرة الشبح ومؤكداً أنه تحقق منها بنفسه وبعد ذلك اتضح أن العملية كلها خديعة وأن الفتاة أليزابيت وهي ابنة صاحبة المنزل وعمرها (12) عاماً (كانت هذه الظواهر لا تحدث إلا في وجودها) هي التي تقوم بقرع الأواني والأبواب بتحريض من أبيها الذي كان يريد أن يبتز السيد ( كنت ) ونتيجة لذلك الاكتشاف أصيبت في الصميم سمعة الدكتور جونسون وبعض المشاهير الآخرين الذين أيدوه .

- كان شبح حارة (كوك)  بداية لموجة التزييف التي انتشرت بشدة في النصف الثاني من القرن 19 مع تزايد الاهتمام بالظواهر الروحية وربما كان كل الوسطاء الروحيين الكبار الذين اشتهروا في هذا العصر قد ضبطوا مرة أو أكثر متلبسين بالغش والخديعة . وقد كان الوسطاء الغشاشون يقرعون الأواني ويلتقطون صوراً فوتوغرافية للأشباح ويجسدون الموتى – دائماً في شبه ظلال – ويصدرون أصوات تحمل رسائل لجمهور متعطش للتصديق .

وقد انكشف ذلك كله ، أو معظمه تباعاً ولذا ليست بغريب أن رفض الأذكياء الجادون في ذلك العصر ما سمي بالظواهر الروحية بأسرها ووجدوها بدعة سقيمة ومضيعة للوقت وهذا الموقف لدى مثقفي العصر يعبر عنه أبلغ تعبير الفيلسوف (توماس هكسلي )  في خطاب كتبه إلي صديق يرفض فيه دعوة وجهت إليه لفحص (الظاهرة الروحية )، كتب هكسلي يقول : " على فرض أن هذه الظاهرة صحيحة فإنها لا تثير اهتمامي فإذا تكرم علي أحد بدعوة للاستماع إلى ثرثرة امرأة عجوز تقول أشياء تافهة سوف أرفض هذا الشرف لأن لدي ما أهتم به أكثر وإذا كان الناس في العالم الآخر لا يقدرون على حديث أحكم أو أعقل من ذلك الذي تجريه على ألسنة أصدقائهم في الأرض فإنني أضعهم معاً في نفس الطراز، أن الفائدة الوحيدة التي أجنيها من (الظاهرة الروحية ) هي أنها يمكن أن تكون مانعاً إضافياً للانتحار فمن الأفضل أن يعيش الإنسان كناساً متجولاً في هذه الأرض عن أن يموت ويذهب إلي العالم الآخر ثم يستدعيه وسيط جاهل إلى جلسة أرواح نظير جنيه إسترليني يتقاضاه الوسيط…!"

- لكن هناك آخرون لم يأخذوا بموقف هكسلي من أشهرهم هنري سيجويك ، وف . ومايرز ، وايدموند جورني ، وكان ثلاثتهم زملاء في كلية ترينيتي بجامعة كمبروج ، وهم أول من أسس علم الأبحاث الروحية مع بعض زملائهم تحت اسم (جمعية الأبحاث الروحية ) وكان ذلك في عام 1882 وتولى سيجويك رئاستها وأصبح جورني رئيساً لها وعمل (ما يرز) بلا كلل في تنظيم الجمعية وإلقاء المحاضرات والكتابة والبحث وجمع المواد للنشر ، أما الهدف المعلن للجمعية فكان : " البحث على نطاق واسع في الظواهر الخارقة موضع الجدل طبيعية كانت أو روحية أو تنويماً مغناطيسياً بدون تحيز أو فكر مسبقة من أي نوع ، وبنفس الروح المتجردة التي مكنت العلم من حل مشاكل كثيرة كانت يوماً لا تقل غموضاً أو مدعاة للجدل ".

- وقد نشر ويليام ستينتون موس – وهو قس متقاعد يحمل شهادة من جامعة إكسفورد كتابه (تعاليم الأرواح )عام 1883 وهو كتاب أصبح بمثابة الإنجيل للحركة الروحية ، وقد عزى إليه أنه كان يرتفع في الهواء ويحرك الموائد الثقيلة بتقريب أصابعه فوقها . ويستحضر أشياء من غرف مغلقة كما لو كانت قد مرت خلال الجدران وقد كانت جلساته التي يقيمها تهب فيها النسمات المعبقة بالروائح الذكية وتسمع فيها نغمات موسيقية راقية تأتى من لا مكان وتتحرك في الغرفة عواميد من الضوء الشفاف تتجسد فيها أرواح أو أيد أو وجوه لموتى !

العقل الجمعي
يقول كولون ويلسون أنه قابل الشاعر لويس سينجر الذي قام بإستقصاءات مختلفة في موضوع التجارب الروحانية وحكى له عن حضوره لجلسات إستحضار الأرواح ويقول ناقداً لإحدى الجلسات :" .. أعلنت واحدة من الجالسات أنها استطاعت أن ترى بعض الأضواء . وقد أعلنت أنا موافقتي لأنني كنت أكثر أدباً من أن اعترض وقالت أخرى أنها تستطيع أن تشعر بلفحه هواء ومرة أخرى أبديت موافقتي التي اشتركت فيها مع الجميع ثم لم يحدث شئ لبرهة تالية وأخيراً شعرت بأن دوري قد جاء لكي أقول شيئاً فأعلنت أن النور يزداد توهجاً وقوبلت هذه الملاحظة بالموافقة الإجماعية ومن المؤكد أنني غاليت في القول حينما أبديت ملاحظة قلت فيها أن أضواء جميلة تتراقص من حولي ثم قلت أنني أشعر بلفحة هواء وهكذا قال كل الحاضرين وحدث فيما بعد أن سبحت الطبلة كالمعجزة في الهواء الرقيق الشفاف ثم سُمع صوت تعرفت عليه شقيقتي بأن صوت شقيقتها تتحدث . وكان الجميع واثقين من أنه ليس صوت الوسيط – فيما عداي أنا – بالنسبة لي لم يكن ثمة أدنى شك في أنه صوت الوسيط ، بل أن الصوت لم يمكن متنكراً ولا مقلداً بمهارة . وكل ما كسبته من جلسات إستحضار الأرواح هذه هو اكتشاف مقدار ما يصبح الناس قابلين للخضوع للإيحاء في ظل الظروف ومقدار ما يصبحون سذجاً ليسهل خداعهم ولكن اكتشف أيضاً مقدار الإجهاد (الإجهاد الممتع ) الذي يمكن أن يولده التركيز على حالة السلبية الكاملة ".

ويحكي سينجر حوادث أخرى ساقها كولون ويلسون في كتابة ( الإنسان وقواه الخفية ) معظمها ذات طبيعة متشابهة وتدور كلها حول فكرة العقل الجمعي وتأثيره على الجلسات عن طريق الإيحاء اللفظي ويستنتج سينجر قائلاً : " .. إن الروحانيين هم إلى أكبر حد أكثر من قابلتهم في حياتي سذاجة وسعة تصديق ".
يتفق الكثير من الباحثين مع سينجر حول فكرة العقل الجمعي وقد جربها الكثير من الناس ومن المعروف أنه متى استراح العقل الواعي كما يحدث أثناء النوم الثقيل أو الغيبوبة أو الإغماء ينشط العقل الباطن وقد دلت التجارب على أن مدمني المخدرات كالحشيش وغيره عندما ينغمسون في تناولها يغيب عنهم عقلهم الواعي ويبدأ العقل الباطن في العمل مما يجعلهم يرون حقيقة لا خداع فيها كل ما يدون وما تتلهف نفوسهم عليه وهي رؤية غير صحيحة .

التوافق الإهتزازي
يقول علماء الروح أن استحضار الأرواح ليس معناه إرغامها على الحضور ولكن يتم الاستحضار برغبتها الخالصة ويتطلب ذلك إعداد العدة للاتصال بهم عن طريق تهيئة حجرة التحضير لاستقبال الزائرين منهم والاتصال بهم والذي لا يتم إلا عن طريقين :

الأول أن نرفع من درجة اهتزازتها لكي تنسجم مع اهتزاز عالم الروح ، وهذا غير ميسور لأن أجسامنا تحول دونه

والثاني أن يخفض سكان عالم الروح درجة اهتزازهم بحيث تصبح في مستوى درجة اهتزازنا فنراهم ونسمع أصواتهم ونحس بوجودهم.

 أما كيف يخفض سكان عالم الروح درجة اهتزازهم ؟

يقول أحمد فهمي أبو الخير مؤلف كتاب الروح : " أن الأرواح من مادة أرق وألطف من مادة جسومنا وأعلي درجة اهتزاز منها ولذلك لابد من وجود مادة تساعد على تكثيف مادتهم أو بعبارة أصح على جعلها تقارب من حدة اهتزازنا فتتباطأ حتى تصير في منسوب درجة اهتزاز عالمنا ، ومن ثم تستجيب لها مشاعرنا ، أي نراها أو نسمعها أو نحس بها . وهذه المادة هي مادة الأكتوبلازما التي يعرفها علماء الحياة وهذا الأكتوبلازما يساعد على التواصل لأنه يكثف إلى حد ما أعضاء الجسم الروحي أو الأثيري وذلك بتخفيض اهتزازات هذه الأعضاء فتستجيب لها مشاعرنا ويستعيد الروح الراغب في التواصل من هذا الأكتوبلازما من الجالسين جميعاً فإذا ما انتهت الجلسة رد الأكتوبلازما إلي الجالسين ويلاحظ أن أوزان الجالسين تنقص عند حدوث التواصل ، ثم يعود في نهاية الجلسة إلي ما كانت عليه . والوسيط شخص كثرت فيه مادة الأكتوبلازما لذلك فالظواهر الروحية تكون في وجوده أشد وضوحاً منها في غيابه " .

ويمضي أحمد فهمي قائلاً أن الأبحاث قد وصلت باستخدام أشعة تحت الحمراء إلي تصوير شريط سينمائي يبين انبثاق هذه المادة من جسوم الوسطاء ثم ارتدادها إليهم كما أنهم وصلوا إلى تحليلها ميكروسكوبياً.

الوساطة الروحية
 في مساء يوم 31 مارس عام 1848 في منزل إحدى العائلات في نيويورك أعلنت فتاتان شقيقتان أنهما تستمعان إلي ضوضاء غامضة وغريبة وتستطيعان بالفرقعة بأصابعهما أن تجعلا الضوضاء تصدر من نفس المكان ثانية كما لو كانت إجابة على فرقعة الأصابع  ثم بدأت الفتاتان تعرفان بأنهما قادرتنا علي الشعور بوجود (الأرواح) أينما كانت وبذلك بدأ مفهوم (الوساطة) وقد تمكنتا من الكشف عن مصدر الضوضاء في منزلهما باكتشاف جثة رجل مقتول كانت مدفونة في حديقة البيت ، وعلى الفور انتشرت الحكاية في أمريكا كلها ، ثم بدأ ظهور مئات من الوسطاء – (Mediums)  في طول البلاد وعرضها وقد ثبت أن الكثير منهم من المخادعين بينما نظر البعض على أنهم أصحاب قدرات خاصة.

وتتحدث المقالات بالمجلات الروحية عن منقولات علي يد بعض الوسطاء وهناك أيضاً من الوساطات البصرية ويتمكن أصحابها من رؤية الأرواح ويدعون وسطاء ناظرين ويقومون بوصف تلك الأرواح وهيئتنا وحركتها ودائماً ما يتفقون بأنها مرتدية كساء أبيض وعلى رأسها وشاح ناصع البياض وهم دائماً ما يدعون رؤيتها بالليل ، وتتم هذه الرؤية عندهم وقت اليقظة وتظهر لهم بهيئة بخارية شفافة ويرتسم وضوحها شيئاً فشيئاً ويتشكل الروح بهيئته التي كان عليها في حياته وبعضهم يظهر بصورته النصفية مع ذراعيه .

أنواع الوساطة الروحية
في كتاب  " الوسطاء "  لـ (ألان كاردك ) الذي يتحدث عن الوساطة بلسان الأرواح المستحضرة يقول الروح في الرد على أحد الأسئلة :

سؤال  :  هل من الصواب أن يرتاع الإنسان من ظهور الروح له ؟
جواب :  على العاقل أن يلاحظ أن الروح أياً كان أقل خطراً من الحي وأنه إذا قصد أذية لأحد فلا يحتاج إلي الظهور له . بل يكتفي بما يلقي إلى فكره من الإلهامات الرديئة ليجعله يحيد عن الخير ويتبع الشر .

وعن إجابة الروح يقول أنها يمكن أن تجيب على الأسئلة بواسطة اللفظ الحي أو بطريقة الانتقال الفكري ولدى إجابته لسؤال حول كيف يجعل الروح نفسه متطوراً يجيب بأن الروح يتشرب من الوسيط السائل الحيوي ليجعل جسمه الروحاني كثيفاً وعلي حاله تمكن الناظر إليه من رؤيته.

أما النوع الثالث من أنواع الوساطة فهو الوساطة السمعية ويتمكن بها الوسيط من استماع أصوات الأرواح وتكون على حالتين :

1-  الوحي .
2-  السمع الصريح والوحي عبارة عن انتقال الفكرة من الروح إلى الوسيط وفي الحالة الثانية يسمع الوسيط كلاماً صريحاً واضحاً كما لو كان صادر من شخص متكلم حي .

ويأتي النوع الرابع من الوساطة علي ورقة فيحس بعد مدة بيده قد تحركت من نفسها وأخذت ترقم نقطاً وخطوطاً ثم أحرفاً يتألف منها المقالة الروحية .

أما النوع الأخير من أنواع الوساطات الروحية فهو الوساطة اللفظية أو الأستيلائية وفيها يستوي الروح على أعضاء الوسيط وينطق باسمه .

- والوساطة الروحية تنقسم أيضاً إلى عدة أقسام منها الوساطة النقلية وهي نوع من الوساطة تتمكن بها الأرواح – كما يدعي الروحانيين – من نقل الأشياء المادية من مكان إلي آخر وغالباً ما تكون زهوراً أو حلي أو أشياء من هذا القبيل .

- إقرأ عن طرق إستحضار الأرواح في الوسيط لمزيد من التفاصيل.

هيلينا بتروفنا بلافاتسكي
كانت هيلينا بتروفنا بلافتسكي من أشهر الوسطاء في تاريخ العلوم الروحية وأكثرهم لمعاناً ،  ولدت باسم (هيلينا هاهن ) وهي ابنة لكولونيل روسي ، في عام 1831 وقد بدأت مساعدة لأحد الوسطاء المشهورين في لندن وشاع عنها بين أصدقائها الأمريكيين أنها تتمتع بقدرات روحانية كبيرة وأنهم كثيراً ما سمعوا في وجودها أصواتاً غامضة كالطرقات والاحتكاكات ، وبدأت شهرتها تذيع حينما طلبوا منها أن تكون حكماً في قضية اتهام (وسيطين ) شقيقين بالدجل وقد حكمت في القضية لصالح الأخوين وأكدت أنهما وسيطان حقيقيان ( ربما لأنها أرادت أن تؤكد فكرة استحضار الأرواح وقدرتها هي شخصياً علي الاتصال بها ) – وقد ارتبط مستقبلها بالنزعة الروحية – وأصدرت مجلة تنشر فيها قصص الأرواح لكنها فشلت سريعاً ، ثم بعد ذلك أنشأت مع الكولونيل أولكوت ( نادي المعجزات ) ليكون حلقة تحضير أرواح ولكن النادي لم يزدهر بينما تكاثرت طلباتها من الكولونيل  وكانت تقول أنها طلبات بعض (المهاتمات ) الهنود السحريين الذي قابلتهم في التبت ، وأنهم رسل روحانيون سيجيئون يوماً لكي يجددوا شباب العالم .

ثم أنشأت جماعة أخرى باسم (أخوة الأقصر ) وكان هذه الجماعة ترسل خطابات للنشر في المجلة الروحانية ( راية النور ) وفي سبتمبر عام 1875 ، استقرت ( هـ . ي . ب ) على العمل الذي سيجلب لها الشهرة العالمية فقد حدث أن قام شخص يدعي فليت بإلقاء محاضرات علي مجموعة صغيرة حول الأسرار الكهنوتية السحرية التي تجسدها مقاييس الأهرامات المصرية وقال أن قوانين ( المناسيب ) هذه يمكنها أيضاً أن تستحضر الأرواح وقال أن الأرواح التي تم استحضارها لم تكن على قدر كبير من الذكاء واقترح الكولونيل أنهم ينبغي أن يكونوا جمعية لدراسة هذا الموضوع ووافقت ( هـ – ي – ب ) بحماس وقوة وفكروا في الاسم المناسب للجمعية واختاروا لها اسم (الجمعية الثيوصوفية ) وقد أصدرت بعد ذلك كتاباً ضخماً بقع في مجلدين باسم ( رفع النقاب عن وجه إيزيس ) صدر في عام 1877 ولقي رواجاً مدهشاً بعدها سافرت للهند بحثاً عن النور كما تقول وهناك بهرت الجاليات الأوربية بخوارقها من قبيل العثور على الأشياء الضائعة وإسقاط أوراق النقد من السقف وإشعال المصابيح وإطفائها بمجرد الإشارة إليها واستحضار أشياء من الهواء ثم بدأت تسمح لأتباعها بمراسلة (الروح ) أو ( السيد ) الذي قالت أنه من المهاتمات الهنود السريين في التبت واسمه ( كوت هومي )

وأخيراً هربت من الهند إلي أوروبا إثر دعوى قضائية وبذلك كانت قد أكملت دائرة حياة أي ساحر ومصيرة وهو الصعود المظفر والسقوط المفاجئ وفي أوروبا تجولت في إيطاليا وسويسرا وألمانيا وكانت تموت ببطء بسبب مرض في الكلي أصيبت به في الهند وقررت أن تضع كتاباً ثانياً اسمه ( القانون السري ) يقع في 1500 صفحة صدر في 1888 وماتت ( هـ . ي . ب ) في 1891 في عامها الستين .

وقد وصفها برنارد شو بأنها لم تكن أبداً قادرة علي التفكير السليم أما كتابها الأخير فهو في مستوى حكايات الأطفال الخرافية مزيجاً مشوها يحمل في طياته كل ما هو غريب .

طرق إستحضار الأرواح
منها أن تجلس أنت من معك وقد وضعتم فنجاناً فوق المائدة بعد أن تكتبوا حروف الهجاء واضحة على ورقة وتجعلوا هذه الورقة محيطة بهذه المائدة ويكون الفنجان في وسط المائدة مقلوباُ ويضع كل الجالسين أصابعهم علي قاعدته ويستمر ذلك ربع ساعة ويقوم الجالسون بالتفكير جميعاً في الروح التي يُراد تحضيرها . بعدها يتحرك الفنجان والأصابع موضوعه عليه بطريق الملامسة بلا ضغط ويتجه إلي الحروف حرفاً .. حرفاً فتكتب تلك الحروف وتقرأ وتكّون جمل مفيدة ، يستخدم أيضاً لوح الويجا كمثال على هذه الطريقة .

- وقد ذكر الأديب المعروف أنيس منصور في كتابه " حول العالم في 200 يوم " وخلال رحلته إلى أندونيسيا طريقة يزعم من خلالها إقامة جلسة تحضير الأرواح عبر استخدام سلة، تعتبر تلك الطريقة من وسائل الكتابة الآلية كـ لوح الويجا حيث يتحرك القلم على الورقة ليدون الإجابات عن الأسئلة التي يتم طرحها على "الروح المستحضرة" بدلاً من استخدام مؤشر البلانشيتو في لوح الويجا - إقرا التفاصيل هنا .

- ومن طرق الإستحضار كذلك أن يضع الوسيط يده على الورقة وهو ممسك القلم فيستولي عليها الروح ويحركها بذاته وتسمي هذه الكتابة .. الكتابة الآلية . ومنها كذلك أن توضع ورقة وهي مليئة بالكتابة . وهناك الطريقة التي تظهر فيها الأرواح في هيئة وجوه مستنيرة لامعة أو تتجسد تجسداً كاملاً وغيرها .

- يستخدم "دريك أوكورا" هو أحد المتخصصين البريطانيين في إستحضار الأرواح طريقة غير تقليدية فهو لا يستخدم البلورات السحرية أو السلال أو الحبال بل يلجأ للتأمل فيجلس وحيداً أمام المرآة صامتاً ويبدأ في التساؤل بينه وبين نفسه عن وجود أرواح في المكان فإذا كانت هناك أرواح سيتغير الشكل الذي يظهر في المرآة، وهو يقول إن تلك هي وسيلة الأرواح للتعريف بأنها موجودة، إقرأ عن تجربته ورأي علم النفس هنا .


أقوال وأعمال مزعومة لأرواح
- في سنة 1873 كتبت عنه صحف أمريكا وأوروبا ووصفته بالحادث المدهش وهو أن تشارلز ديكنز المؤلف الإنجليزي الشهير كان قد فاجأه الموت في مدينة لندن سنة 1870 قبل أن يتم روايته الأخيرة " أسرار أدوين برود " فأتمها بعد موته على يد الوسيط الأمريكي جيمس وقد كان هذا الأخير غلاماً قليل العلم وقد تم ذلك في إحدى الليالي عند ما حضر جيمس جلسة روحانية من خلالها تجلي روح ديكنس وأعرب عن رغبته في أن ينجز علي يد الوسيط جيمس روايته الأخيرة فلبي جيمس رغبة الروح واستغرق العمل سبعة أشهر ، ويعتبر ذلك من النوع الرابع من الوساطة الروحية.

- زعمت الوسيطة الروحانية روزماري براون والتي ولدت في 1916 وتوفيت في 2001 أنها دونت أعمالاً موسيقية ( السوناتا ) عبر الاتصال بأرواح الموتى من مشاهير الموسيقيين كـ لودفيغ بيتهوفن وباخ وفرانز لسزت وشوبان وغيرهم! - إقرأ التفاصيل هنا .


- في عام 1973 توفي الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا وترك خلفه كماً هائلاً من القصائد الوطنية الجميلة، وفي عام 2004 قررت الحكومة تكريمه والاحتفال بمرور مائة عام على مولده، وكان من ضمن فقرات التكريم إقتراح بترتيب جلسة الإستحضار روح الشاعر الكبير كي يتسنى لمحبيه التواصل معه والاطمئنان على صحته هناك، وبالفعل تمت إقامة جلسة الإستحضار ونشرت وقائعها في مجلة كازاجراند الأدبية تحت عنوان " بابلو نيرودا يجيب مباشرة من الجانب الآخر" - إقرأ التفاصيل هنا.

- أدت سيدة ريفية مصرية بسيطة دور الوسيط الروحاني حيث حلت روح الشاعر الكبير احمد شوقي فيها ( كما يزعم )، وعندها بدأت تلك السيدة بالكلام وقالت لهم قصيدة اسمها " عرس فرعون " ولما تم عرض تلك القصيدة فيما بعد على النقاد الأدبيين، اجمعوا على ان لها نفس مزايا وخصائص شعر أحمد شوقي باستثناء الناقد شوقي ضيف الذي تحفظ على الموضوع ." - إقرأ التفاصيل هنا .

- نقتطف بعضاً من أقوال هذه الأرواح المستحضرة ،  يقول ( سلفر برش )في كتاب  " التوحيد والتعديد : " إن اليوم الذي تنتشر فيه التعاليم الروحية في عالمكم سيكون فجراً جديداً ليوم سعيد … إذ ستزول الفوارق بين الشعوب ، وتهدم الحواجز بين الأجناس وتذوب الفوارق بين الطبقات وتتلاقى الأديان حول حقيقة واحدة كما نبعث من حقيقة ".

- وفي مجلة الروح العدد رقم (126) تقول الروح المستحضرة : "  … أن هذه المنظمة ستكون لكل البشرية وعن طريقها يوضح لنا سكان العالم الروحي طريقة جديدة للحياة ، ويعطوننا فكرة جديدة عن الله ومشيئته وسوف يحطمون الحواجز بين الشعوب والأفراد وبين العقائد والأديان " .

- ثم يقول سلفر برش أيضاً في التوحيد والتعديد : " إذا كان التعصب للأديان في وهم إقامة المناسك فلتترك البشرية هذا جانباً ولنتلاقى في مقابلة هذا الأمر الجديد من الاتصال الروحي " (ص 183) .

ويقول الروح ( هوايت هوك ) : " يجب أن نتحد في هذه المعركة في هذا الدين الجديد وأن تسودنا المحبة وأن تكون لنا القدرة علي الاحتمال والتفاهم .. رسالتي أن أواسي المحروم أو أساعد الإنسان علي تحقيقه في نفسه مع الله سبحانه وتعالى فالإنسان إله مكسو بعناصر الأرض وهو لن يدرك ما في مقدوره حتى يحس بجزئه الملائكي الإلهي ". ( العدد 127 من مجلة عالم الروح) .

ثم يقول في فقرة أخرى : " تذكروا دائماً أنكم في الله وأن الله فيكم ". ثم يقول سلفر برش منكراً وجود الجنة والنار :" لا توجد جنة ذهبية ولا جهنم نارية ، إنما هو تصور هؤلاء المحدودى النظر ‍‍!! لا تقيدوا أنفسكم بكتاب واحد ولا معلم واحد ولا مرشد واحد فولاؤنا ليس لكتاب ولا لعقيدة ولكن للروح الأعظم وحده ".

وفي نفس الكتاب نجد أقوالاً لهذا الروح تدعو وتزين للناس التحلل من عقيدة الإيمان ويحط من قدرها ويهونها : "  حينما ينتقل الإنسان إى  العالم الآخر فلا عبرة بما كان يظنه أو يعتقده وإنما بما أداه من خدمات للعالم ، فحينما يهوي الجسم المادي إلى الأرض فكل عقائد الجنس البشري التي قاتل وجاهد من أجلها طويلاً وتفرق شيعاً وأحزاباً تبدو جوفاء وعبثاً لا معنى لها ولا هدف ، لأن هذه العقائد لم تساعد علي تزكية الروح ذرة واحدة ".

وأخيراً .... سيأتي قريباً مقال يناقش فكرة إستحضار الأرواح وفق المنظور الإسلامي.

إعداد : إسماعيل صديق عثمان و كمال غزال

نبذة عن إسماعيل صديق عثمان
من مواليد عام 1964 - السودان ،  باحث في علوم الغيب وما وراء الطبيعة والنفس (البارا سيكولوجي) ولقد سبق له أن عمل محرراً ومعد لصفحة (أفكار وما ورائيات) – صحيفة المجالس 1997، وحاضر في العديد من الجامعات والمراكز الثقافية ، يحمل ماجستير في تخصص العقيدة الإسلامية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وبكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة أم درمان، ودبلوم الدراسات الإسلامية من كلية القرآن الكريم ، ودكتوراه في مقارنة الاديان من جامعة ام درمان الاسلامية .

من مؤلفاته
- عالم الغيب بين الأدلة النقلية والعقلية.
- حقيقة الموت والروح.
- الغيب الإطار والدلالة عند المتصوفة.

عضو في
- هيئة علماء السودان
- الاتحاد العام للصحفيين السودانيين
- الاتحاد العام للكتاب والأدباء السودانيين .
- رابطة الفقه الإسلامي.

شاهد الفيديو
الفيديو يوضح مقطعاً من تجربة أجراها د. ريتشارد وايزمان في عام 1997 من جامعة هارفاد الأمريكية بالإشتراك مع مجموعة من المتطوعين المنفتحي الذهن الذين جلسوا حول الطاولة وبينهم شخص ممثل يؤدي دور الوسيط  الروحاني حيث جرى تقييد يديه إلى مسند الكرسي وكذلك قدميه و وضع على الطاولة مجموعة من الأشياء كالجرس والكرة والخشخاشة وآلة الأكورديون وغيرها لكي تكون دليلاً على وجود فعالية مزعومة من الأشباح التي يتم استحضارها،  ومن ثم أطفأت الانوار تماماً فيما كانت كاميرا تصور المشهد في الظلام الدامس بطريقة الأشعة تحت الحمراء، طلب الوسيط من المجموعة طرد أية أفكار أخرى والتنفس بعمق ، وأن يستحضروا صورة الخشخاشة في ذهنهم، كان الوسيط (د.وايزمان نفسه)قد حل وثاقه، يريد خداع الحضور فحرك الخشخاشة على الطاولة وهم لا يدركون حركة يديه في الظلام الدامس، كان يريد د.وايزمان دراسة تأثير تلك الأجواء على مستوى الإدراك ، وبالفعل شعر كافة المتطوعين بانخفاض درجة حراراتهم رغم بقاء حرارة التكييف كما هي في الاستديو، ولم يشتبهوا بما حدث من حركات أو أضواء، حيث سيطر التفكير الجمعي عليهم.


إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ