إعداد : كمال سحيم و كمال غزال |
نبذة تاريخية
يرجع الإعتقاد بالعلاج الروحي إلى المعلومات التي ورثها الخلف عن السلف على مدى عصور طويلة حيث كان يسعى "الحكيم" أو الطبيب بجهده لمحاربة الأمراض بحسب معطيات محيطه وعصره وموروثه الشعبي والمعتقدي من دون الإكتراث بحالة وأعراض المريض النفسية التي لم تكن مفهومة أو مدروسة بعد.
وعند قدماء المصريين اشتهرت أماكن شهدت "شفاءات عجائبية " كمعابد مدينة "ممفس" الفرعونية وكذلك معابد الرومان والإغريق مثل ابولو و ارطاميس و مينرفا و ديانا الرومانية او اسكالوبيو. ويرجح أن الجراحة الأرواحية التي تمارسها اليوم هي امتداد للممارسات في العصور القديمة حيث كان بعض سحرة القبائل يقومون بثقب القحف أو الجمجمة للمرضى بنجاح تام ومازالت تلك الممارسات حاضرة في بعض القبائل الإفريقية وهناك ممارسات الشامان أو كاهن القبيلة الذي يزعم بأنه يقتلع المرض الخبيث من الشخص ويدخله في جسم حيوان مما يجعل المريض يتحسن بينما يصاب الحيوان بأعراض النزاع مع الحياة والموت ومن ثم يموت فيقف المريض معافى!
وفي روما العظمى كان بعض النساء يلمسن اطراف الجسم الموجعة لدى المرضى لمعالجتها ويزعم أن الإمبراطور "أدريانو" يشفي بواسطة اللمس و كان الملوك الإنجليز يلجأون الى تلك الوسائل ومنهم" شارل الثاني" لأن الناس كانت تظن أن لمس الملوك هو ارادة الله للشفاء و لهذا اعتمد ملوك فرنسا أيضا وسيلة اللمس باليد لشفاء المرضى و كانوا في المناسبات كيوم تتويجهم مثلاً أو في عيدي الميلاد أو الفصح يلمسون حتى ألفي شخص في اليوم.
كثيراً ما نسمع أن عائلة مسلمة وضعت القرآن أو كتاب المحصن للأذكار تحت وسادة طفل مريض من أجل نيل "الشفاءات العجائبية" وما أن يطل الصباح حتى يكون الطفل قد تعافى تماماً ثم عادت العائلة وأعارت الكتاب الى أناس اخرين كي يضعوه تحت وسادة مرضاهم مما يؤدي إلى تحسن حالتهم وشفائهم وهناك من يضع صليباً تحت اللحاف كما هي العادة عند المسيحيين المؤمنين الذين يعتقدون بقدرة الصليب كبلسم للشفاء، ولكن كيف حدث هذا ولماذا ؟! نقول ربما كان لهذه الوسائل قدرة على الشفاء بحسب معتقد الشخص خصوصاً اذا كان يعلم ان الرمز الديني المقدس (صليب أو قرآن)بجواره ولكن الأمر لا يكون كذلك دائماً فذلك عائد الى الإرادة التي لا تقوى دائماً على المرض.
وفي المقابل قد يشفى المريض عن طريق الإيحاء عن بعد أو عن قرب فالمريض (حتى لو كان صغيراً أو رضيعاً)يستطيع أحياناً الشعور بأن أهله يتوسلون له الشفاء بأي طريقة و تقوى ارادتهم له بالشفاء في اليوم الذي يضعون له فيه رمز الشفاء على السرير و تكون استعدادات المريض للشفاء أشد في اليوم نفسه من الأيام الأخرى إما بسبب التجاوب الفكري أو بسبب المعرفة المسبقة ، ويلاحظ المريض أن الأهل و الأحباء أصبحوا أشد ارتياحاً في اليوم نفسه مقارنة بالأيام السابقة فيلتقط تفكيرهم باطنياً و ينتعش نفسياً دون أن يدري لماذا ربما أيضاً كان لمفاهيم الطاقة الكونية الحيوية وفكرة أننا جميعاً متصلون دور كبير في الشفاء من حيث إشاعة الطاقة الإيجابية في المكان والتي يلتقطها المريض فيتعافى.
لا يقتصر إنتشار الوسائل العلاجية الروحية على الهند وحدها من حيث إنتشار المعلمين والمرشدين الأرواحيين (وإن كانت لها السبق في ذلك)فالبرازيل والفيليبين أيضاً من أوائل الدول التي ينتشر فيها "المعالجون الروحانيون" (الوسطاء) الذين يعتقدون بأن "أرواح كبار الأطباء " تساعدهم على القيام بأعمالهم الإستشفائية فيلجأون في ذلك إلى مناجاة الأرواح ومن أشهر هؤلاء (أريغو)البرازيلي و(إدوين أغباوا) الفليبيني .
ومن هؤلاء (الوسطاء)من يتخصص بشفاء بعض الأمراض كالسيدة (فيرونيكا ذورك) التي تهتم بشفاء البرود الجنسي و السحر من خلال بتدليك خاص تجريه بأناملها والجدير بالذكر أن مرضاها من الطبقة الراقية وأصحاب المشاريع الضخمة وهناك (انطونيو كونسلهيرو) الذي كان يدب الهلوسة في حشود الناس لدرجة أجبرت الشرطة على التدخل . وهناك العديد ممن يمارسون هذه الطريقة الأرواحية في العالم الغربي أمثال (اوسكار وايلد) و (نيرو و ايسالتينا) و (مانوئيل دي ميلو) ولا ننسى الملقبة بـ (سوداليرا)التي تلجأ الى الشراب القوي الحار و السكر والرقص والغناء و ماشابه أثناء ظهورها امام الجمهور لعرض إستشفاءاتها الجماعية بواسطة الكلام والجو الإيحائي
وفي العالم العربي برزت شخصيتان في هذا المجال وهما : الدكتور داهش اللبناني الذي اختص في الأمراض المستعصية والمغربي المكي الترابي الذي فاقت سمعته اوروبا كلها والذي يلقب بـ "شريف الصخيرات ".
المرء تواق لكل ماهو غريب خصوصاً اذا لم تكن له الثقافة الضرور ية لتفسير غوامض الحياة وكلما قلت ثقافته بصورة عامة ازداد تعلقه بما هو خرافي أو غير خاضع لتفسير العلم فيحاول أثبات "علم" لا وجود له أو على الأقل لا يقين له به مبرراً ذلك أن العلم التقليدي لم يستطع تفسيره فيرتكز إلى أعمال أناس "غير علميين" أو إلى نظريات في "العلوم الزائفة" التي تبدو ظاهرياً من العلوم مع أنها لم تأخذ مصادقة المجتمع العلمي أو تسمح بإخضاعها للتجارب المخبرية والدراسات الإحصائية. وإن نجح الوهم أو الإيحاء في تحسين صحة المريض مؤقتاً فأنه لن يكون علاجاً ناجعاً لمشكلة عضوية ، والتحسن الظاهر قد يرجع إلى تأثير العقل في الجسم والذي لم تدرس آليته بعد بشكل كاف. حيث يعتقد البعض أن نتائج التطبيب الأرواحي تعود في أغلبها الى تأثير الإيحاء على المريض الذي ينجم عنه بعض التفاعلات الجسمية من قوى " التلرجيا " Télergie الموجودة في المريض نفسه .
نبذة عن التليرجيا Télergie
التليرجيا هي طاقات متحوِّلة موجودة في الانسان تتحوَّل من كهرباء ، الى مغنطيس ، الى حرارة ، الى طاقة ، الى ضوء، ومن الممكن ان تتحوَّل الى ذرّات في بعض الحالات، تشبه التليرجيا في تحوُّلها، عملية التنفُّس وما يحيط بها، فعندما نتنفَّس، نأخذ من الهواء الاوكسجين الذي بعد احتراقه يولِّد الحرارة في الجسم فنتحرَّك وفي لحظات الغضب والانفعال تتحوَّل هذه الحرارة الى قوى عضليَّة. فالشخص المنفعِل تتضاعف قوَّته العادية حوالي أربع مرات. أما عند بعض الحيوانات فالتنفُّس يتحوَّل الى ضوء. وهناك نوع من السمك يعطي تيّاراً كهربائياً حوله يحمي به نفسه، وفي الانسان طاقة كهربائية تصل احياناً الى 200 ميليفولت (MilliVolt) ومعروف علمياً، انَّ كل حقل كهربائي يولِّدُ حقلاً مغناطيسياً. لهذا، أُثْبِتَ أنَّ الإنسان، يستطيع أن يُطلِق من ذاته طاقة كهربائية – مغناطيسية ويسيطر عليها ويوجِّهها.
شاهد الفيديو
في عام 2009 تجمع حشد كبير من المرضى في قاعة في مدينة زاغرب الكرواتية وكانوا ينتظرون لساعات حتى يستقبلوا "لمسة الشفاء" التي سيعطيهم إياها المعالج الروحاني المغربي مكي الترابي الذي زار المدينة لمدة شهر ، ويقول أحد المرضى أنه لم يشعر أن طريقة "الترابي" ذات مغزى ديني وإنما اعتبره ظاهرة.
إعداد : كمال سحيم وكمال غزال
إقرأ أيضاً ...
- قوة الصلاة الشافية
- الجراحة الروحانية
- البلاسيبو : العلاج بالوهم
- أبو كف والجنية المعالجة
- الراعي اليوناني ويده الشافية
- تجارب واقعية: ليلة في دير صيدنايا
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .