إعداد : كمال غزال |
على مر القرون ، يصف الأشخاص الذين زعموا أن لديهم تجارب مع الظواهر الشبحية مجموعة متنوعة من الأشياء غير العادية المختلفة. من بينها رؤى ضابية أو حتى تجسدات شبحية يزعمون أنهم رأوها في بيئتهم، ويروي آخرون عن إحساسهم بشيء قريب منهم كأن يسمعوا أصواتاً لا يمكن العثور على مصدر طبيعي لها ، أو حتى يشتمون روائح غير عادية في غير مكانها.
ومع ذلك ، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن ظاهرة "الروائح الوهمية" الخاصة قد لا يمكن تفسيرها فحسب بل إنها أكثر شيوعاً مما كان يعتقد سابقاً ... وقد تكون أيضاً مؤشراً على بعض المخاوف الصحية.
تقول دراسة حديثة أن الظاهرة التي يشم فيها الناس الروائح الغريبة غير الموجودة بالفعل قد يعاني منها ما يزيد قليلاً عن 6% من السكان إذ وجدت الدراسة أن 1 من كل 15 أمريكياً فوق سن الأربعين له تجربة مع روائح غريبة لا أساس لها في الواقع " كما نشرها تقرير CNBC ، اشتملت الدراسة على بيانات 7417 بالغاً ، ووجدت أيضاً انتشار لظاهرة الرائحة الوهمية بين النساء والأطفال وبين الذين في وضع إجتماعي وإقتصادي منخفض. ومع ذلك أبلغ عن هذه الظاهرة في كثير من الأحيان أشخاص يعانون من حالات صحية مختلفة ، وكذلك أولئك الذين عانوا من إصابات في الرأس في الماضي ، أو حالات مثل "أعراض جفاف الفم".
غالباً ما يتم تشبيه "الروائح الوهمية" من قبل أولئك الذين يختبرونها بتلك الرائحة التي تنتج عن حرق الشعر واللحوم المتعفنة وعديد من الروائح الكريهة الأخرى وهذا يتناقض إلى حد ما مع الروائح التي يربطها الناس بالادعاءات الخارقة ، والتي غالباً ما تذكرنا بشخص محبوب بطريقة ما مثل رائحة زهور أو عطر (بارفان) . ووفقاً لمؤلفي الدراسة قد ينخفض تصور الروائح الوهمية بين بعض المجموعات مع مرور الوقت لكن ارتباطها مع سوء الوضع الصحي واضح للعيان، إذ لوحظ انخفاض مرتبط بالعمر في انتشار "إدراك رائحة الشبح " لدى النساء ولكن ليس لدى الرجال. فقط 11٪ (من أصل 64 مشارك) من الأشخاص الذين أبلغوا عن إدراك رائحة وهمية ذكروا أيضاً مشكلة في الطعم أو شموا رائحة بحضور طبيب.
تترافق "رائحة الشبح" مع مخاطر صحية أو استمرار جفاف الفم أو تعاطي بعض الأدوية ويمكن أن تترافق مع إصابات خطيرة في الرأس وبعبارة أخرى تكون موجودة بين أولئك الذين يعانون من اعتلال الصحة ، سواء تم تشخيص حالاتهم أم لا ، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن الروائح المدركة عندما لم تكن موجودة بالفعل. نشرت هذه الدارسة في مجلة JAMA Otolaryngol Head Neck Surgery .
تعرف ظاهرة الروائح الوهمية بمصطلح طبي هو فانتوسميا Phantosmia وقد تكون هذه الحالة دليلاً على اصابة بورم سرطاني أو حتى سكتة دماغية (فالج) أو قد تكون اصابة في مركز الشم في الدماغ ويمكن أن تكون ناجمة عن مرض الصرع Epilipsy كما ذكرت بعض التقارير. والمؤشرات الجديدة عن ارتباط الظاهرة بالظروف الصحية نالت اهتماماً أكبر مما تلقته في الماضي من المجتمع الطبي.
مع البحث الأخير في الأسباب الكامنة وراء ما يسمى "الروائح الوهمية" يبدو من المعقول أن بعض التجارب المتصورة لأولئك الذين يدعون أنهم واجهوا لقاءات خارقة مع مرور الوقت قد تتماشى مع ظروف مثل هذه. في هذا السياق فإنه يمثل إحدى الطرق العديدة التي يعلمنا بها العلم أشياء جديدة حول الخوارق والأسباب الكامنة وراء الأشياء التي اعتبرناها ذات مرة "غير مفسرة".
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .